اتهم الشاعر مفرح الشقيقي فضائيات الشعر الشعبي التلفزيونية بأنها شوّهت الشعر وأفرغت معظم مساحتها لـ"الهياط"، حاجبة أصواتا شعرية كبيرة وحقيقية وعذبة في الشعر النبطي، ذاهبا إلى أن تجربة قنوات الشعر حتى الآن لم تصل إلى مستوى النجاح الذي يأمله الشاعر، ولم تقدم عملا إعلاميا حقيقيا يرقى بمشهد الشعر والأدب والتراث.
وعدّ الشقيقي الذي برز على الساحة الشعرية بعد تميزه في برنامج "أمير الشعراء"، وظهوره مذيعا بالقناة الثقافية السعودية، الإنترنت سماء مهمة من الضروري أن يحلق فيها الشاعر ويستثمر إيجابياتها، ويتعاطى معها كعنصر رئيس وجوهري في هذا العصر، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي.
حالة حياة
الشقيقي أكد لـ"الوطن" أن الشعر بأشكاله وأطيافه وأنواعه هو حالة حياة، لافتا إلى طغيان الشعر الشعبي على الفصيح إعلاميا، قائلا: هما متساويان واقعيا على مستوى الشعر والشعراء، ولا أرى سببا لهذا الطغيان الإعلامي والجماهيري والمجتمعي إلا الإعلام نفسه، عشرات القنوات والمجلات في مقابل حضور شحيح للفصيح، إضافة إلى أن الأغنية في الخليج خدمت الشعر الشعبي أيضا، ولكن الأهم في هذا الأمر أنني لست ضد الشعر الشعبي.
وبين الشقيقي أنه تأثر بعدد من الشعراء الذين ينتمون إلى مراحل تاريخية مختلفة.
وعن غرور الشاعر الذي بداخله، قال إنه ليس مع عبارة "غرور الشاعر" أصلا، ولكنه مع طموح الشاعر وليس غرورا يصعب إرضاؤه، أو الوصول إلى مستوى ما تستطيع أن تقول عليه سقف الطموح، لأنه يتجدد بتجدد الحياة، وكلما اتسع الأفق قليلا كبر الطموح وأزهرت ملامحه.
تاريخ وضاء
وعن مشاركته قبل فترة في افتتاحية سوق عكاظ قال: لقد كانت الوقفة على صخرة جدي النابغة تساوي حياة، وتعني تاريخا، وتضيء مسيرة، وكان الحضور أمام رجل بقامة الأمير خالد الفيصل فكرا وشعرا وإنسانا يماثل حلما، ولن أنسى ما حييت كلماته المضيئة حين سلمت عليه بعد الحفل. أما عن المشاركة فكانت شرارة الفكرة من فطيس بقنة مخرج الحفل، وبوركت بموافقة ومصادقة الأمير خالد الفيصل، وبدأنا بعدها ورش العمل والاجتماعات والاقتراحات بصحبة الشاعر حيدر العبدالله، حتى وصلنا إلى الصيغة النهائية.
وحول ما تردد عن أن مشاركته بعكاظ كانت بسبب شهرته بأمير الشعراء قال الشقيقي: ربما كان لها دور في ذلك، ولكن الأكيد أن فكرة التعاون مع فطيس بقنة قد بدأت قبل ذلك، وعلاقتي بالسوق كانت منذ عامين حين كنت أقدم برنامج "جادة عكاظ" من قلب السوق، على الهواء مباشرة في القناة الثقافية، وأيا كانت الأسباب، فتلك الوقفة ومن بعدها الأمسية الشعرية، هما شرفان عظيمان سأظل أحتفظ بتفاصيل جمالهما في ذاكرة الروح.
الشعر أمي
الشعرُ أمي حين يصدحُ كفُّها
وَلَهاً ... لهُ ترتيلةُ الحنَّاءِ
الشعرُ بعضي أرتوي بخطيئة
فيزفّني قلبي إلى الإغواء
أسريْتُ من روحي هديلَ قصيدة
حتى عرجتُ لسدرتي وبقائي
هذي عصاي ... بها ضربت وساوسي
فتفجرت من صدقها أشيائي
البحر يعرفني ... فيفسح ماؤه
درباً... وأعبر دونما أسمائي
نسبي هناك على الضفاف، يضمّه
طين الخلود... ويشتهيهِ فنائي
وأنا على جمر الكلام أصوغني
ناراً... وبرد المُتعبين ورائي
لا تخضعي للريح... ليل شتائنا
يكفي لنوقدَ قبلةً بسخاءِ
سيمزق الوجع الضرير قميصنا
لكننا سنفوز بالأشلاء
وسيعرف الآتون يوسفنا الذي
كم أبصر الأحلام قبل الرائي
إن ألهموني آيتين وسورةً
أهديتهم وحياً... وعدتُ سمائي
لن يغرق العشاق ثمَّ نبوّة
عقدتْ من الأرواح سرّ الماءِ
الله يقرأ ما تخطُّ قلوبهم
فيقول: كونوا أوّل العتقاء