تمسك الائتلاف الوطني السوري المعارض بتقديم الرئيس السوري بشار الأسد إلى محكمة الجنايات الدولية "ليجد عقابه الرادع على ما اقترفه بحق المدنيين"، وقال رئيس الائتلاف، خالد خوجة، في مؤتمر بعنوان "الفارون من قنابل الأسد البرميلية"، تم تنظيمه على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس "لا أحد يمكنه الصفح عن ممارسات نظام الرئيس السوري بشار الأسد"، ونناشد المجتمع الدولي التحرك لتجنب رواندا جديدة. وأضاف "ما يجري في سورية هو إبادة تتم تحت أنظار العالم. و95% من القتلى في الغارات الجوية لقوات الأسد مدنيون. وبعد كل هذا أتعتقدون أن النظام يقاتل تنظيم داعش؟ الإحصاءات تقول غير ذلك".
حظر الطيران
وأوضح خوجة أن الخطوة الأولى التي ينبغي القيام بها فورا هي وقف الغارات الجوية على مناطق المدنيين، وتابع "المجتمع الدولي مطالب بصورة عاجلة بفرض منطقة حظر جوي في سورية، لحماية المدنيين والنساء والأطفال من براميل الأسد المتفجرة التي تفتك بهم يوميا. وبالنسبة لملايين السوريين، فإن منطقة الحظر الجوي هي الأمل الوحيد، وعلى المجتمع الدولي الإصغاء".
وتتهم منظمات غير حكومية والغرب القوات الحكومية بالاستعانة بالبراميل المتفجرة الفتاكة والتي تفتقر إلى الدقة. وتؤكد المنظمات أن هذه الأسلحة أحد الأسباب الرئيسية وراء عدد القتلى في البلاد الذين فاق عددهم 240 ألفا في العام الخامس للنزاع.
ومضى خوجة بالقول "أنصار النظام، إيران، وحزب الله، وروسيا سيدركون ساعتها أن الجهود المبذولة للوقوف إلى جانب الأسد غير مجدية، وربما يصبح الحل السلمي أحد خياراتهم".
رفض الوجود السوري
إلى ذلك، عقدت الهيئة السياسية للائتلاف وممثلو الفصائل الثورية العاملة في سورية اجتماعا أمس، وبحثوا الأوضاع السياسية المستجدة. وأكد المجتمعون في بيان عقب الاجتماع على رفض أي وجود لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية، أو مستقبل سورية، كما رفضوا جميع المحاولات لاستمراره، بعد أن بذل الشعب السوري مئات الآلاف من الشهداء، ودمرت المدن والبنية التحتية، وهجر الملايين من المدنيين، كما تم التأكيد على أن الوجود الروسي على أرض سورية لحماية النظام من السقوط، لا يخدم الحل السياسي في سورية. مشيرين إلى أن موسكو لم تكن وسيطا في يوم من الأيام، بل شريك للنظام، وأن وجودها العسكري سيؤدي إلى تعقيد الوضع، وتفاقم المعاناة وزيادة القتل والتدمير.
في سياق ميداني، سيطرت فصائل من الجيش الحر على السرية الرابعة التابعة للواء 90 من جيش النظام في الريف الشمالي لمدينة القنيطرة، جنوب البلاد، بعد معارك عنيفة مع قوات النظام السوري المدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني.
وأشارت مصادر إلى أن فصائل الجيش الحر دمرت دبابتين وغنمت أخرى، كما أسرت 8 عناصر من قوات النظام، بينهم ضابط برتبة مقدم بعد السيطرة على السرية الواقعة على أطراف بلدة طرنجة.