من الزمن الجميل ذهب اثنان من رواده في أقل من شهر "الشريفان عمر ونور"، فهما يُعدان علامتين في السينما، ودع المصريون بشكل هادئ وخافت نجم السينما العالمي عمر الشريف، وذلك في جنازة محدودة للغاية، فالحضور المتواضع من أهل الفن أدخلنا في حيرة لنتساءل: لماذا خرجت جنازة فنان كبير بحجم عمر الشريف بهذا الشكل غير اللائق إعلاميا وشعبيا؟

وبالمقارنة والمقاربة إذا ما أتينا إلى جنازة "نور الشريف" نجد الحشد الهائل والكبير من نجوم الساحة الفنية، وهنا لا تسأل عمن حضر من الفنانين؟ بل قل من هو الفنان الذي لم يحضر؟ أما التغطية الإعلامية (صحافة وتلفزيون) فكانت مميزة للغاية للدرجة التي جعلت نقابة المهن التمثيلية تصدر بيانا صحفيا تشكر فيه وسائل الإعلام لدورها في تغطية الحدث دون إحداث فوضى أو عشوائية تضر بهيبة الجنازة. وإحقاقا للحق فقد كان للفنانين الشبان دور بارز في تنظيم الجنازة في إشارة بليغة لرد جزء من الجميل لمن أخذ بأيديهم وأفسح لهم المجال وأعطى للكثير منهم الفرصة للوجود في أعماله الفنية.

لا شك أن تاريخ الراحل نور الشريف حافل بعلامات مضيئة في تاريخ الفن السينمائي، وهذا الاحتفاء بمراسم جنازته لائق بقيمته وقامته، لكن نظل في حالة ترقب للإجابة عن سؤالنا السالف.. لماذا لم نحتف بالراحل عمر الشريف بالشكل الذي يتناسب ومكانته العالمية؟

هل تفوقت محلية نور الشريف على عالمية عمر الشريف أم أن عطاء وإثراء "نور" للساحة الفنية أعطاه كل هذه المساحة للتفوق حتى في الاحتفاء بوفاته؟