ضمن خطواتي الأخيرة للانضمام المبكّر إلى عالم المتقاعدين، أخذت خطابا من جهة عملي إلى إدارة الأحوال المدنية؛ لأجل تعديل مهنتي من "موظف حكومي" لأي مهنة أخرى..
احترت -بدون نقطة فالخيارات شبه معدومة- ما المهنة التي سأقوم بوضعها.. قيل لي إن مهنة "كاتب صحفي" غير موجودة في النظام.. وقعت في ورطة، فهي المهنة الوحيدة التي تبقت لي!
هكذا، ببساطة.. سيكتب أمام اسمي "متقاعد".. لم استسغ الفكرة.. فأنا وإن كنت متقاعدا تقاعدا مبكرا، مازلت أعمل في مجال آخر.. سألت أصدقائي الذين سبقوني نحو عالم المتقاعدين مدنيين وعسكريين.. اكتشفت أنني أمام خيارين -أحلاهما مر- ولا ثالث لهما؛ إما متقاعد أو متسبب، والأخيرة بحاجة إلى واسطة فيما يبدو!
استمزجت آراء ثلاثة من الأصدقاء ممن أتوسم فيهم الدراية..
سألت "يحيى الأمير".. قال لي: احذر؛ إن اخترت "متسبب" ستقع في ورطة حينما تسافر نحو العالم الأول.. كيف، وما الذي ستكتبه في مطارات العالم.. كيف تشرح لهم معنى "متسبب".. وكيف ستترجمها لهم؟!
وجهت السؤال لـ"فواز عزيز". قال لي: إن كتبت "متسبب" ستفتح أمام نفسك مجالات واسعة للعمل، وهي فرصة لك للاستفادة من مخصصات الضمان الاجتماعي، وتستطيع بواسطتها استدرار عاطفة المجتمع!
وجهت السؤال أخيرًا لـ"منصور الضبعان" فقال: "متسبب" ستضعك في دائرة التهمة.. ما الذي تسببت به.. متسبب في حادث مروري.. أم متسبب في كارثة"؟!
-احترت- بدون نقطة مُجددًا- ماذا أضع أمام اسمي.. وهل دليل المهن في الأحوال المدنية قرآنًا مُنزلًا حتى لا يتم تحديث بياناته؟ ما الذي يكتب أمام اسم الداعية واللاعب والفنان والرسام.. وغيرهم؟ تخيّل أن لاعبك أو فنانك المفضل "متسبب"!
- يبدو أن اقتراح "فواز عزيز" هو الأنسب.. فما الذي يمنع الاستفادة من مخصصات الضمان الاجتماعي، طالما أن هناك -وفقًا لوزارة الشؤون الاجتماعية- 120 ألف مواطن "يلهفون" مخصصات الضمان الاجتماعي وهم لا يستحقونها، لا شرعًا ولا قانونًا؟!
- لكن الورطة، وهذا المضحك في الأمر، أنه حتى مهنة "متسبب" بحاجة لواسطة فيما يبدو!