تسبب مقتل 150 من أبناء قبيلة بني حشيش الموالية للحوثيين، بينهم قيادات ميدانية بارزة، في خلافات واسعة بين الطرفين، دفعت القبيلة إلى مطالبة أبنائها بالانسحاب من صفوف التمرد، بعد اتهامها الانقلابيين بوضع أبنائها في الصفوف الأولى في جبهات القتال.
يأتي ذلك، فيما فككت مقاومة تعز خلية تضم 26 قناصا كانوا ينتشرون على أسطح بنايات مرتفعة، ويوجهون رصاصهم إلى صدور المدنيين وعناصر المقاومة. كما تمكن الثوار من قتل 56 متمردا وإصابة 40 آخرين بجراح.
تسبب مقتل أعداد ضخمة من أبناء قبيلة بني حشيش التي تقطن شمال شرق صنعاء، والموالية للتمرد الحوثي في حدوث توتر كبير داخل القبيلة، إذ عادت مجموعة من السيارات أول من أمس، محملةً بجثث 150 من أبناء القبيلة، عقب مقتلهم بنيران الثوار خلال الاشتباكات التي تشهدها محافظة مأرب في الوقت الحالي.
وقالت مصادر إعلامية يمنية إن من بين القتلى أبناء وأقارب أعيان ووجهاء من القبيلة، وقيادات ميدانية من الصف الأول، أبرزهم: العميد علي الأغربي ومحمد الشامي وناجي النجار وحزام النجار ومحمد صالح الحنمي.
مشيرة إلى أنه فور وصول الجثث، عقد عدد من زعماء وشيوخ القبيلة اجتماعا طارئا، دعوا فيه الأغلبية إلى سحب كل مقاتليهم من جبهات القتال بمأرب، فيما رفض آخرون، وطالبوا بإرسال مزيد من المقاتلين.
وأضافت المصادر أن الاختلاف بين الجانبين زاد من مستوى التوتر وأدى إلى وقوع مواجهة بالأسلحة الشخصية، أدت إلى إصابة ثلاثة من شيوخ القبيلة.
تزايد الغضب
وقال شهود عيان إن العدد الكبير من القتلى أثار حفيظة مشايخ وأعيان القبيلة الذين لم يستطيعوا تحمل تلك الخسائر من أبنائهم، بينما لم تخسر القبائل الأخرى مثل هذا العدد من الضحايا. وأكد الشيوخ الغاضبون أن ميليشيا الحوثي تتعمد الدفع بأبناء منطقة بني حشيش في الصفوف الأمامية للمعارك، فيما يبقى أفراد ينتمون إلى قبائل لها علاقة وطيدة بالحوثيين في الصفوف الخلفية للمعارك. وأضافوا أن غالبية مشايخ القبيلة وجهوا أوامر صارمة للمقاتلين من قبيلتهم مع جماعة الحوثي في كل الجبهات، بالانسحاب والعودة فورا، كما هددوا الحوثيين بفتح جبهة قريبا في صنعاء، وأنهم لن يقبلوا سقوط هذا العدد الكبير من الضحايا، وسيذيقوا الحوثيين خسائر أكبر من التي تلقتها القبيلة.
تمييز وانتقائية
واعتادت جماعة الحوثيين إرغام القبائل المحيطة بصنعاء على إرسال أبنائها إلى القتال في جبهات القتال، والزج بهم في الخطوط الأمامية للمواجهات مع قوات التحالف العربي والجيش الوطني، وهو ما يحمل تلك القبائل خسائر فادحة، بينما يبقى أفراد الجماعة القادمين من المعاقل التقليدية لها في صعدة وحجة في الصفوف الخلفية، ولا يقومون بعمليات مواجهة عسكرية مباشرة مع قوات التحالف والجيش الوطني.