واصلت مجموعة أوبك إصرارها على الاحتفاظ بحصصها السوقية رغم الهبوط الكبير لأسعار النفط، ورفضها تحمل مسؤولية توازن السوق وحدها، وعدم خفض إنتاجها، وإخضاع  أسعار النفط  للعوامل الاقتصادية.

وقال وزير النفط الكويتي علي العمير أمس، إنه لا يعتقد أن الدول المنتجة للنفط ستعقد اجتماع قمة قبل اجتماع أوبك المقبل في الرابع من ديسمبر المقبل، وقال الوزير للصحفيين: المشكلة هي عدم التزام المنتجين من خارج أوبك بما سيقدمونه من أجل استقرار الأسعار.

 اقتراح فنزويلا

وفي رده على سؤال عن اقتراح فنزويلا عقد اجتماع قمة يشمل المنتجين من أوبك ومن خارجها، لبحث سبل وقف تهاوي أسعار النفط. أجاب العمير: ما يصل إلينا من دعوات تناقش، ولا أعتقد أن هناك مؤتمرا سيعقد قبل الرابع من ديسمبر وهو موعد اجتماع مؤتمر أوبك.

وقال العمير إن المنتجين الآخرين يطالبون أوبك دائما بأن "تتبنى خفض الإنتاج بينما غيرها يستمر في الإنتاج، وبالتالي نفقد نحن حصصا سوقية صعب تعويضها. وذلك في تذكير من العمير بما حدث لأسواق النفط في الثمانينات الميلادية عندما خفضت أوبك إنتاجها لدعم السوق، لينتج عن ذلك خسارتها لحصصها السوقية، بسبب عدم تعاون الدول المنتجة الكبرى واستيلائها على هذه الحصص".

وأضاف العمير، أن أوبك تسعى دائما إلى استقرار السوق وتحرص على أن "الإمدادات يجب ألا تتأثر كثيرا".

وحول توقعاته لأسعار النفط في نهاية هذا العام قال العمير، إنه إذا تحسن الطلب العالمي وهو ما بدأت تظهر مؤشراته في الولايات المتحدة، وإذا استمر التراجع في عدد منصات النفط الصخري هناك، فمن المؤكد أنه "سيطرأ تحسن" على أسعار النفط.

مؤشرات السوق

وعزى العمير ارتفاع الفائض في السوق النفطي إلى 1.8 مليون برميل يوميا، إلى  تراجع الاقتصاد الصيني وانخفاض الطلب، بينما كان هذا الفائض 1.2 مليون برميل يوميا في أوقات سابقة.

وكان انخفاض أسعار النفط منذ أواخر العام الماضي وهبوطها نحو مستويات تاريخية، وتأثير ذلك على اقتصاديات الدول المنتجة، دفع بعض منتجي أوبك للمطالبة بخفض الإنتاج لكبح الهبوط والمحافظة على الأسعار، إلا أن موقف السعودية أكبر مصدري أوبك بمساندة من دول الخليج العربي الرافض لخفض الإنتاج ما لم يقم المصدرون خارج أوبك بخفض إنتاجهم. إضافة إلى تزايد إنتاج النفط الصخري، ما أسهم في هبوط الأسعار إلى مستويات تقترب من 40 دولارا للبرميل.

سياسات أوبك

ويبدو أن سياسات أوبك بدأت تحقق أهدافها، ففي روسيا أكبر مصدري النفط خارج أوبك ذكر نائب وزير الطاقة الروسي أليكسي تيكسلر قبل أسبوعين، أن إنتاج بلاده من النفط ربما يتراجع إذا نزلت أسعار الخام عن 40 دولارا للبرميل، وأضاف أن الوزارة ترى احتمالا بأن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مشتريات النفط الروسي، ولكن ذلك سيكلف الاتحاد ثمنا كبيرا.


برشيدسكي: آبار النفط الصخري تنضب سريعا

 قال كاتب افتتاحية موقع "بلومبرج"، الاقتصادي الإخباري، ليونيد برشيدسكي": إن وكالة الطاقة الدولية لا تصدق القصة الأميركية حول قدرة منتجي النفط الصخري على خفض التكلفة الجدية لإنتاج النفط بشكل كبير في الآبار التي تم حفرها بالفعل، حيث يشير تقريرها إلى أن آبار النفط الصخري تنضب بشكل أسرع بكثير من الآبار التقليدية.

 وقال إن السعوديين من خلال مستويات قياسية تقريبا، هم الذين عليهم تلبية الطلب الإضافي لا المنتجين الأميركيين. ذلك أن منظمة "أوبك" لديها 2.27 برميل يوميا من الطاقة الإنتاجية الفائضة، 86% منها بيد السعودية. السعوديون يلقنون المستثمرين في مجال النفط الصخري الأميركي درسا مفاده بأنهم إذا ما ضخوا مزيدا من الأموال في هذا القطاع، فإنها ستعمد إلى زيادة الإنتاج لتزيد من انخفاض الأسعار، مقوضة بذلك النماذج الاقتصادية التي استندت إليها قرارات زيادة الاستثمار، خصوصا مع الحديث عن مرونة صناعة النفط الصخري للاستجابة لظروف الأسعار المتغيرة.

آراء برشيدسكي أيدها إعلان عملاق النفط رويال داتش شل عن إيقاف عمليات التنقيب عن النفط في المنطقة القطبية الشمالية بعد أن فشلت في اكتشاف كميات كافية من الخام.

ويأتي هذا الإعلان بعد أن أنفقت شل حتى الآن نحو 7 مليارات دولار على التنقيب في المياه قبالة ألاسكا وقد تمنى بخسائر نحو 4.1 مليارات دولار لانسحابها من بحر تشوكشي في "المستقبل المنظور".