ليس له منافس على الإطلاق.. يتربع على عرش الكوميديا السوداء.. ولو قام أحد المنتجين باستثمار مواهبه الخارقة في المسرح لاستطاع أن يحصد أرباحا هائلة.. بل إن أسعار مسرحياته ستباع في السوق السوداء.. بل وسينافس مسرح محمد صبحي وعادل إمام!

إنه قطار الرياض الدمام!

تمتلئ حياتنا بالقلق والتوتر فيخرج علينا هذا القطار، بنكتة تنتزع الضحكة من أعماقنا رغما عنا!

أمس انفصلت عربات القطار عن بعضها ـ وفي رواية تدحرجت ـ حيث طارت كل عربة في جهة، فكانت الحصيلة مقتل خمسة عمال والسادس في المستشفى!

ولأن السيناريو بالتناوب، فقد كان الدور في "التنكيت" هذه المرة كان على الرئيس العام للمؤسسة العامة للسكك الحديدية حيث قال للرأي العام: "نعتذر للمسافرين عن إلغاء الرحلات الذي تم بعد الحادث"!

ـ اللهم لا تشمت أعدائي بدائي ـ

شتاء العام الماضي لم تتمكن شركة يوروستار التي تتولى تشغيل قطارات الركاب عبر نفق المانش بين بريطانيا وفرنسا ـ من تسيير رحلاتها عبر النفق بسبب العواصف وهطول الثلج.. وقال المدير التنفيذي للشركة: "لا نريد التسبب في مزيد من الإزعاج لركابنا ولن تستأنف رحلات قطاراتنا حتى نتأكد من أنها ستعبر النفق بسلام"!

ركبت قطار الدمام الرياض وركبت قطار يوروستار.. الأول يسير فوق سطح الأرض ويحصد كل ما يستطع: بشر.. حجر.. شجر.. جمال.. سيارات.. والثاني تحت الماء بعمق يصل أحيانا إلى 70 مترا في أعماق البحر وينقل آلاف البشر يوميا ولو توقف تعثرت الحياة في قلب أوروبا ويحصد الإعجاب يوما تلو آخر.. بطبيعة الحال لست بشأن المقارنة، على الأقل احتراما لشركة يوروستار.. "ألم ترَ أن السيف ينقص قدرَهُ... إذا قيل إن السيف أمضَى من العصا"!

لكنني أسأل بألم واحتراق: طالما أن الإرادة التي أنجزت قطار يوروستار موجودة لدينا.. والمال الذي استهلكه موجود.. والرغبة موجودة.. لماذا لا نغلق هذا المسرح الكوميدي ونلحق بقطار العالم الأول؟!