اشتبك مئات المصلين الفلسطينيين أمس، مع قوات الشرطة الإسرائيلية في ساحات المسجد الأقصى، بعد أن اقتحمت الأخيرة الساحات لملاحقة شبان تجمعوا لمنع اقتحامات إسرائيلية للمسجد بمناسبة عيد العرش اليهودي.

وكانت جماعات استيطانية أعلنت نيتها اقتحام المسجد بمناسبة العيد الذي يصادف اليوم، وهو ما دفع إلى حشد إسلامي داخل المسجد، قبل أن تقرر الشرطة الإسرائيلية منع اقتحامات المستوطنين ليوم أمس. ومع ذلك، اقتحمت قوات أمنية ساحات المسجد، مستخدمة قنابل الصوت، ما قاد إلى اشتباكات مع مئات المصلين الذين كانوا في المسجد. ورد المصلون صيحات التكبير، ردا على الاقتحام الشرطي الإسرائيلي الذي دام نحو الساعة قبل أن تنسحب القوات من المكان.



وقفة احتجاجية

ونظم المئات من المصلين وقفة احتجاجية في ساحات المسجد، للتعبير عن رفضهم الاقتحامات المتكررة، وتأكيد تمسكهم بالمسجد الأقصى.

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري في بيان "تم إلقاء حجارة ومفرقعات باتجاه قوات الشرطة، وحرس الحدود المصطفة في باب المغاربة، من مجموعة شبان ملثمين، وقامت القوات بإبعادهم من الباحات واستخدمت وسائل التفريق". كما أعلنت الشرطة عن الدفع بقوات كبيرة من عناصرها إلى مدينة القدس بمناسبة الأعياد اليهودية.

تحذيرات فلسطينية

وحذر مسؤولون في إدارة الأوقاف الإسلامية من السماح للمستوطنين باقتحام المسجد خلال الأيام المقبلة، بمناسبة الأعياد اليهودية، بعد دعوة جماعات استيطانية لاقتحامات واسعة للمسجد. وقال رئيس المجلس الأعلى للأوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ

عبدالعظيم سلهب، في تصريحات إلى "الوطن"، "المسلمون جاؤوا للصلاة في مسجدهم، ولكن المشكلة هي أن أذرع الأمن الإسرائيلية تقف داخل المسجد، ودخولها إلى الساحات ولو لبضعة أمتار يستفز الشباب، وبالتالي فإن الوضع الطبيعي هو أن تكون هذه القوات خارج المسجد وليس في ساحاته، لأنهم هم من يفتعلون المشاكل، إذ يغلقون أبواب المسجد ويحتجزون البطاقات الشخصية للشبان".

وأضاف "واجبنا هو أن نرابط في المسجد، فهو لنا وليس لليهود أي علاقة به، ولا يحق لهم الدخول إلى ساحاته، ولكن كل هذه الإجراءات تستهدف نزع صلاحيات الأوقاف، وبالتالي فإن الوضع خطير جدا، فالمسؤولون في حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل يهددون بإجراءات هدفها السيطرة على المسجد، ومنع المسلمين من الصلاة فيه، وعليه فإن من يحاول المس بعقائد المسلمين عليه أن يتحمل المسؤولية".