غضب البعض من مخرج مباراة لندن التي جمعت النصر بالهلال في كأس السوبر السعودي، وتفنن نفر من المتابعين في شتم المخرج، وانتشر على تويتر هاشتاق "فلان يجلد مخرج لندن"، وظهر فيه أحد الإعلاميين في برنامج رياضي وهو يتطاول على المخرج؛ لأنه صور النساء في المدرجات.

ماذا فعلت يا مخرج لندن، كيف تضع الكاميرات على الجماهير هكذا في فعل مشين وقذر؟ لماذا لم تستأذن من الإعلامي ورفاقه أيها الإنجليزي عديم المروءة؟ كيف تصور المشجعات الغافلات المندمجات مع المباراة، بل كيف تصور النساء أصلا؟ ألا تعلم أن هذا مجتمع ذكوري وأن النساء ظهرن في هذه المباراة بالخطأ؟ ما رأيك أن نلبسك قضية تحرش في تلفزيون عام يا مخرج لندن؟

كاميرات مخرج لندن أخرجت بعضنا عن صمتهم، فاعتبروا أن المباراة في حد ذاتها فضيحة، وجزءا من مشروع التغريب "الله لا يضرهم" وفتحوا هاشتاق "فضيحة سوبر لندن" وفيه واصلوا كيل الشتائم لمخرج المباراة ووصل بالبعض الآخر إلى قذف كل النساء الحاضرات للمباراة، واعتبارهن مستأجرات لتشويه سمعة السعوديات.

الحقيقة أن مخرج لندن كشف لنا حب نصفنا الآخر لكرة القدم وأنهن "أي النصف الآخر" من حقهن أن يفعلن ما نفعل، وكشفت لنا كاميرات المخرج أننا شعب محترم، وأنه أمر طبيعي حين يظهر المشجع إلى جانب أخته المشجعة، ولا أحد منهما "يموت" أن يرتكب جريمة، وكشف لنا المخرج أن المجتمع تجاوز خطاب المتزمتين والمغالين في تصوير علاقة الرجل بالمرأة، ولم يعد أحد يأبه بعبارات "الاستشراف" المستعارة.