المسؤول الذي يصنع المجد، هو الذي يبني الإنسان ويعتمد عليه في بناء المكان، وهذا هو خط سير الأمير خالد الفيصل الذي تحضر أفعاله قبل أن يحضر شخصه.
النجاح في العمل الأول ربما يكون أمراً "مستطاعاً" لدى أولي العزم، لكن تكرار النجاح يزيد في الصعوبة، خاصة أنك تنافس نجاحاتك وتحاول أن تتجاوزها في ذات المكان وبذات الإمكانات، وكلما كررت النجاح زادت صعوبات، إلا أن سوق عكاظ يتعالى على كل الصعوبات ويحقق النجاحات المتتالية.
بعض الأعمال تعجز عن وصف جمالها، فكلمة "رائع" لا تفيها حقها؛ لأنها تفوق الروعة وتتجاوز الإبداع، وتسير بخطى النجاح المتزايد، بعمل رجال طموحاتهم لا حدود لها.. ومنها "سوق عكاظ" الذي يزدحم بالزوار والسياح في جادته هذه الأيام في دورته التاسعة، وترتفع من منابره الأفكار والأطروحات المتحمسة للرقي بالإنسان والمكان.
الأعمال المستدامة تتراكم وتتكاثر حتى تصنع مجداً، للإنسان والمكان.. وسوق عكاظ يفعل ذلك وأكثر، فعاماً بعد عام ترتفع طموحات القائمين عليه ويزداد إعجاب الناس به.
الجمال في سوق عكاظ لا يعد ولا يحصى، فهو ميدان الثقافة والفكر وملتقى الحياة، ولم تكن استعادة سوق عكاظ استعادة للماضي، بل هي استحضار الحاضر واستجلاب المستقبل، فالجميل في سوق عكاظ أنه ليس استعادة للماضي، بل هو للحاضر والمستقبل فهو يناقش حاضره ومستقبله، ويناقش حكماء الأمة، والسوق لا يباع فيه الماضي، كما أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في لقائه مع ضيوف سوق عكاظ.
استمع الأمير خالد الفيصل لضيوف عكاظ حين التقاهم، وتفاعل مع مقترحاتهم وملاحظاتهم، وسمعت منه في ذات اللقاء أنه يقول: "السوق قام بجهد من متطوعين ولا يزال، وكل ما تشاهدونه من سوق عكاظ هو من متطوعين، ومن رعاة بعضهم حكومي والآخر خاص"، والأجمل أنه يعتبر كل هذا النجاح في سوق عكاظ نقطة البداية وليس كل ما يودون أن يصلوا إليه، وقال: "نحن نأمل أن تكون مؤسسة مستقلة في المستقبل القريب"، معتبراً السوق ليس سعودياً، بل عربياً..."
"الإنسان العربي ليس بحاجة إلى دمعة الماضي، بل هو بحاجة إلى ابتسامة المستقبل"، كما قال خالد الفيصل في إحدى دورات سوق عكاظ الماضية.