قد أكون من المتشائمين من المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية لأسباب موضوعية تشير جميعها إلى أن الخلاف بين كل من فتح وحماس جذري.
ومثلي كثيرون ، ربما سروا بإلغاء لقاء المصالحة الذي كان مقررا عقده اليوم في دمشق ، بناء على رغبة حركة فتح بعد الخلاف الذي شهدته قمة سرت الأخيرة بين الرئيسين السوري بشار الأسد والفلسطيني محمود عباس ، على خلفية تمسك عباس باعتبار السلام خيارا استراتيجيا، ودعوة الأسد للتمسك بخيار المقاومة.
يبدو أن الدوامة عادت إلى بدايتها . فتح توافق..حماس ترفض،أو العكس ، مما يعني أن الأزمة لم تحل ،وأن ما توصل إليه المفاوضون الفلسطينيون في دمشق في سبتمبر الماضي كان مضيعة للوقت ،أو فلنقل إنها كانت خدعة من الطرفين لرعاة المصالحة.
حجة التأجيل ،قد تكون سببا مباشرا لاستمرار الخلاف ، ولكن الأسباب غير المباشرة كثيرة ،أبرزها الخلاف الاستراتيجي بين منطقي حماس وفتح . فالأولى ترى في المقاومة وتصعيدها الطريق السليم لتحرير فلسطين وإقامة دولتها، فيما الثانية اختارت منطق الحوار والتفاوض وصولا إلى الدولة الفلسطينية.
وشتان بين المنطقين والتوجهين.
ربما كان التأجيل خيرا للفلسطينيين في الضفة وغزة ،لأنه كان من شأن إبرام "المصالحة" مشاهدة دورة جديدة من العنف بين الطرفين لاتفه الأسباب ، يكون وقودها المزيد من إزهاق الأرواح وتعميق الهوة والخلاف بين أبناء الشعب الواحد الذين باعد بينهم الاحتلال ومحاولات الاستئثار.