هل سألت نفسك: لماذا كلما التقط الشخص -رجلا كان أم امرأة- مقطعا لمسؤول يسيء التعامل مع الناس، أو لتصرف سيئ أو لقصور في خدمته، طار به على الفور نحو مواقع التواصل، وصنع منه قضية يعلّق عليها "الرايح والجاي"، و"اللي ما يشتري يتفرج"؛ دون أن يتحرى، أو يدرك مدى قانونية فعلته، أو حتى جوازها شرعا، أو على الأقل إنسانيا؟!

السبب بوضوح -وأنا هنا لا أبرر الفعل حينما يكون سيئا- لأنه لم يجد قناة أخرى يُقدم إليها "صيده الثمين".. أو يصعب عليه الوصول إلى منصة الإنصاف.. بالتالي اضطر إلى قذف ما التقط جواله إلى هذه المنصات العالمية كـ"اليوتيوب" و"الواتس أب"..

دائما أقول: لو وجد الناس من يستمع لهم، ويحاورهم، وينصفهم، لما اضطروا للبحث عن ذلك في الفضاء الخارجي..

هل قلتم ما الحل؟ وهل يجب علينا السكوت ودفن هذا العوار دون التحري والتحقق والإنصاف؟!

بالطبع: لا.. قضايا عدة أثارت الرأي العام، لم تكن لتحدث كل هذا الضجيج، لولا مقطع تم تصويره بجوال مزود بكاميرا، ودائما أقول إن ما لم نشاهده أضعاف ما يتم التقاطه.. ورحم الله أناسا ماتوا وماتت قضاياهم دون أن نعرفهم أو نعرف قضاياهم..

الحل أن تفتح هاتفك الجوال للناس؛ ليرسلوا لك ما يلتقطونه.. أن تجعل الناس عينا لك، لا عينا عليك..! أن تستثمر هذه التقنية لمساعدتك في البناء والإنجاز والإبداع.. لا الهدم والإساءة والتشويه!

جهات مختلفة وضعت رقما لخدمة التواصل الأشهر محليا "الواتس أب"، وطلبت من الجمهور إرسال ما يعتقدونه ظلما أو تعديا أو إساءة أو غيرها.. وشجعتهم على إرسال ملاحظاتهم المصورة.. هذا تصرف حسن.. من أي شيء تخاف؟.. خصص رقما، وضعه في الميادين العامة، واطلب من الجمهور التعاون معك.. ثق أنهم لن يلجؤوا لا للفضاء ولا حتى للقضاء، إن وجدوا منك التجاوب والإنصاف والتقدير!

بقي القول، هل تذكر ذلك الشعور الإيجابي الذي كان يغمرك حينما تُشاهد صندوق الملاحظات أو الشكاوى في الجامعة أو المؤسسة؟.. كنت تسير مطمئن البال، كنت تستطيع قول ما لديك دون خوف من أحد.. وكنت وهذا الأهم تتوقع وتنتظر الإنصاف..

اليوم؛ في جيب كل مواطن ومواطنة صندوق اقتراحات وشكاوى متنقل.. فقط افتح لهم الباب.. ساعدهم كي يساعدوك.. فكّر بشكل إيجابي.. مم تخاف؟!