دفعت الأرباح الكبيرة التي تدرها عملية تهريب اللاجئين أحد الأطباء السوريين إلى التخلي عن مهنته والاشتغال بالتهريب. ووفقا لما نشرته صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية، فإن دخل الطبيب "أبومحمد" تجاوز الـ60 ألف جنيه إسترليني في الشهر، بعد أن ترك مهنته التي كان يعمل بها في حلب. ويرفض أبومحمد الذي يقيم في إسطنبول حاليا تقديم أي خدمات تهريب قبل تسديد الثمن مقدما، إذ تلقى مكالمة من عائلة سورية تريد نقلها إلى أوروبا، إلا أنه طالبها بالتسديد سلفا. ويضطر الطبيب السوري المدرج على قائمة مطلوبي "الإنتربول"، بسبب نشاطه، إلى صرف جزء من دخله على بعض ضباط الشرطة والبحرية كرشوة، ليتمكن من إنجاز مهمته.
تحول طبيب سوري إلى مهرب بشر ينقل مواطني بلاده إلى أوروبا مقابل المال، وهو العمل الذي جعله يربح الآلاف من الجنيهات الإسترلينية. وأجرى ريتشارد سبنسر مراسل صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية في إسطنبول مقابلة مع الرجل، وقال إن "الطبيب الذي يكنى بأبي محمد، والذي كان يعمل سابقا في مدينة حلب، أصبح الآن غنيا أكثر من أي وقت سابق، إذ حقق له عمله في تهريب مواطني بلاده إلى أوروبا أرباحا تعدت 60 ألف جنيه إسترليني في الشهر"، مشيرا إلى أنه اعترف بأنها ليست حياة سهلة على الإطلاق.
وأوضح سبنسر أن المقابلة التي أجراها مع أبي محمد في أحد مقاهي إسطنبول، واستغرقت ساعات تخللتها مكالمات كثيرة استقبلها على أجهزة هواتفه المحمولة.
وقال إن "المهرب تلقى بعض المكالمات من عملاء، بينهم أسرة سورية تريد أن ينقلها إلى أوروبا، لكنه رد بحزم على المتصل قائلا "ليس قبل أن تسدد المبلغ المتبقي على أخيك"، وذكر للمراسل أنه نقله إلى أوروبا قبل أشهر، ولم تسدد عائلته نحو 1000 دولار متبقيه عليه.
وأكد سبنسر أن "أبا محمد تم التعرف على اسمه الحقيقي بعدما أرشد عنه أحد الأشخاص، وأدرجته الشرطة الدولية "الإنتربول" على قوائم المطلوبين".