يتناول الكاتب المصري حسن كمال في روايته الجديدة "الأسياد" مشكلات إنسانية كبرى من خلال اعتماد الأسطورة والخرافة والرمز لتصوير واقع إنساني عرف قديما وما زال معروفا. ويحملنا هذا الطبيب والروائي إلى عالم الحقد والكره واستغلال الإنسان للإنسان والقوى الكبرى للشعوب الأخرى عبر التاريخ، ومن خلال عالمنا المعاصر فنقرأ في عمله هذا أحداثا تاريخية مضت ونقف أمام مشكلات معاصرة، أبرزها استغلال الإنسان للإنسان وما يصفه البعض باستغلال الدين لفرض مفاهيم بعيدة عن الدين.
جاءت الرواية في 366 صفحة متوسطة القطع وصدرت عن دار الشروق
في القاهرة. يقول "بشير" بطل الرواية في بدايتها "للكذب ثلاث أرجل... الأولى هي أن تجيد الكذب، والثانية أن يتوافر لك عدد من الحمقى الذين يكررون الكذبة بلا وعي، والثالثة أن يكون من يعرفون الحقيقة جبناء بما يكفي ليسكتوا عما يعرفون أنه كذب". ونقرأ عن "دجا" عالم الأساطير والسحر والجن. حاول بشير أن يبتعد عن "دجا بلدته المنعزلة التي يحترف أهلها السحر والدجل ويبنون حياتهم على الخرافات. لكنه مطالب بالعودة ليصبح حاكما لها وإلا كان مصيره القتل حسب الوثيقة الحاكمة" التي تركها لهم "داعو" الذي كان ملكا من ملوك الجان ثم انضم إلى عالم البشر. هذه الأسطورة "لا زالت تطارده هذا ما اكتشفه بشير بعد أن ظن أنه تخلص منها إلى الأبد تلك الحكاية البلهاء – أو العبقرية - التي سمعها منذ صغره كانت مصدر فخر له يوما ثم أصبحت مصدر شك وانتهت بأنه ينكرها تماما ويريد أن يخرج منها لكنها تطارده... السنوات الأربع الأخيرة في حياته التي قضاها في دراسة الفلسفة بجامعة القاهرة شيدت المزيد من الحواجز... لم يعد قادرا على التظاهر بالتصديق كما يفعل عدد كبير منهم". وفي ربط مباشر للبطل بين الفكرة والمكان يقول في نهاية الرواية "دجا أكبر كثيرا من بقعة صغيرة على الخريطة.. دجا تركيبة في عقول ونفوس الكثيرين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. ربما العالم بأكمله يعاني من وجود دجا وربما يكون لكل واحد من هؤلاء داعو الذي يتحكم في حياته ورأسه وهو مجرد هلاوس مصطنعة".