ســيد حــكم
يواجه "الماهر" أحمد قطان، سفير خادم الحرمين في مصر، بدبلوماسيتيه المتعقلة منذ اندلاع ثورة 25 يناير في مصر كثيرا من الملفات الساخنة التي ما تطفأ واحدة حتى تشتعل أخرى، منطلقة من أصحاب أجندات تتحين الفرص للإيقاع بين الرياض والقاهرة، ولأنه المحنك والقارئ الجيد لما يدور على الساحة، عرف كيف يتعامل مع هذه الأزمات المفتعلة بحكمة وروية.
فمن خلال لقاء جمعه برؤساء تحرير بعض الصحف المصرية وعدد من الكتاب المصريين الأسبوع الماضي، برهن على عمق العلاقة الوثيقة التي تجمع السعودية بشقيقتها مصر، نافيا وموضحا لمن يشككون في تلك العلاقة بقوله: "ردودنا على هؤلاء ظهرت في شرم الشيخ عندما تم الإعلان عن 4 مليارات دولار دعما لمصر".
بعض هؤلاء الإعلاميين لا يمثلون إلا أنفسهم، فعلاقة البلدين ستبقى قوية رغم أصحاب الأجندات المشبوهة، ومنهم محمد حسنين هيكل -الذي أصبح خارج الزمن- والذي وصفه قطان "بأنه لا علاقة له بالحقائق ويقول كلاما مغلوطا في التاريخ".
بالتأكيد هناك فجوة بين بعض الإعلاميين والمثقفين في كلا البلدين والمحسوبين على التيارات الإسلامية بالتحديد، وأرى في اقتراح "السفير قطان" إقامة لقاءات مشتركة بينهما على مدار العام للبحث والنقاش وإزالة سوء الفهم في أي قضية مطروحة، وتصحيح المقاصد والمفاهيم، اقتراحا موفقا لإعلاء مصالح البلدين.
الإعلان المصري السعودي الذي صدر في القاهرة الخميس الماضي برهن بوضوح على عمق علاقات البلدين، وأكد أكثر أن كل التحليلات التي تحدثت عن وجود خلافات غير صحيحة، ألم يكن حضور الأمير محمد بن سلمان لحفل تخريج الضباط بصحبة الرئيس السيسي رسالة كافية؟
أخيرا، على المشككين والمغرضين أن يعوا خطورة المرحلة الراهنة، وأن يكفوا عن توجيه بوصلة أقلامهم إلى حيث ما يريدون، أو أن يقولوا خيرا أو يصمتوا، لعل في صمتهم خيرا.