استحوذ عدد من الأشخاص في المدينة المنورة على تنظيم الرحلات السياحية لزوار المسجد النبوي الشريف والحجاج من خلال إعلانات تم توزيعها في مساكن الحجاج تحمل هواتفهم، وذلك مقابل مبالغ مالية تبدأ من 50 ريالا للفرد. وينظم هؤلاء الأشخاص يوميا عددا من الرحلات التي تبدأ من المنطقة المركزية أو الساحات القريبة من الحرم النبوي الشريف لاصطياد الحجاج والزوار، ونقلهم بين المواقع التاريخية المعروفة والمواقع الأخرى غير التاريخية أو الأثرية. وتقوم الرحلات على اجتهادات سائق الحافلة أو المرشد، فيما يجهل كثير من السائقين معلومات عن تلك المواقع، فيكتفون بإيصال الحجاج ومرافقيهم إلى هذه المواقع، في حين اكتفت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتدريب مرشدين سياحيين لمواجهة تنظيم الرحلات السياحية، وتحسين الخدمات المقدمة للسياح.
غياب الرقابة
أكدت مصادر مطلعة لـ"الوطن" أن الرحلات التي ينظمها هؤلاء الأشخاص لا ترتبط بمواقع آثار تاريخية وإسلامية، وإنما وضعت من قبل مرشدين مخالفين لجني المال من الزوار. ودأب المرشدون المخالفون على اصطياد الحجاج وزوار المسجد النبوي من خلال الوقوف بجوار الحرم النبوي أو التجول بحافلاتهم أمام مقرات سكن الحجاج، لإقناعهم بزيارات داخل وخارج المدينة بمبالغ مالية، في وقت غابت فيه رقابة الجهات المعنية عن متابعة تلك الحافلات وسائقيها أو وضع تعليمات واشتراطات لعملهم. وأضافت المصادر أن الرحلات خلت من أي برامج أو معلومات سياحية سوى معلومات محدودة من قبل السائقين، تقدم للحاج أو الزائر عند الوقوف في الموقع السياحي. وتطور نشاط المنظمين بتنظيم رحلات سياحية إلى جدة ومكة المكرمة مقابل 70 ريالا للشخص.
تأهيل المرشدين السياحيين
أوضح المدير العام لفرع هيئة السياحة والتراث الوطني بمنطقة المدينة المنورة صالح عباس أن الهيئة دأبت منذ سنوات عدة على وضع تنظيمات واشتراطات خاصة بالإرشاد والجولات السياحية وتطويرها وتنظيمها بما يتلاءم واحتياجات السوق، وتحسين مستوى الخدمات السياحية المقدمة، ومضت في ذلك بتنظيم دورات للممارسين لهذا النشاط وتأهيلهم علميا وفنيا بما يعزز الصورة الذهنية للنشاط الذي يعمل به المرشد السياحي، ومنحهم تصاريح مزاولة لمهنة الإرشاد السياحي. كما أنشأت جمعية للمرشدين السياحيين لتعمل جنبا إلى جنب على تأهيل أكبر عدد من المرشدين وبما يساعد على سد الاحتياج الكبير. وأضاف عباس أن الهيئة تقوم من خلال الجولات الميدانية على قطاع الإيواء الدائمة والمستمرة بالتعامل مع الحالات التي يتم ضبطها، أو من خلال الشكاوى والبلاغات لمركز الاتصال السياحي (19988) على مدار الساعة وفق الأنظمة والتعليمات.