بعد مرض عضال توفى اللواء سعيد بن محمد أبوملحة صباح يوم الجمعة الماضية، سنّة الله في خلقه.. النهاية الحتمية لكل البشر.. ما كان لأحبائه وأصدقائه إلا أن يرفعوا أكف الضراعة إلى المولى القدير أن يتقبل عبده الآيب إلى رحابه بالمغفرة والرضوان وفسيح الجنان، لقاء ما عمر حياته من الأعمال الصالحة.

كانت أبوابه مشرعة ليلا ونهارا لاستقبال ذوي الحاجة وطالب الشفاعة، يعينهم بما يستطيع ويسعى إلى تلبية طلباتهم، إلى جانب التدخل في إطلاق الرقاب. كانت له إثنينية يقيمها بين الآونة والأخرى يجمع فيها المثقفين.. يستضيف رواد الفكر والمعرفة لا يبالي بالتكاليف والمتاعب في سبيل إثراء الساحة الأدبية بصالونه الحفي.

فقد الصديق سعيد أبوملحة ليس محدودا بأسرته الكريمة "آل أبوملحة"، ولا على ربعه أهل "الخميس"، ولا على محبيه من أهالي "أبها" موطن إقامته الدائم المحبب له، وإنما على الوطن الذي أسهم بجهده وجهاده ووجهه وجاهه بتقديم ما استطاع في خدمته مخلصا لدينه وقياداته، وفيا لكل من عرف أو تواصل معه.

أكتب عن رجل ابتعد عن الإقليمية والقبلية والعنصرية، جعل انتماءه للوطن ولا شيء سواه . لا يرجو إلا فضلا من الرب الرحيم الكريم.

فقدك يا "سعيد" كبير.. بيد أنه أكبر لدى من عاشرك كثيرا وسعد بصحبتك وعرف مناقبك.

يعزيني أن الأسرة الفاضلة المنجبة للرجال عرفت منهم من غادر إلى عالم الخلود الشيخ "عبدالوهاب" وابنيه "عبدالعزيز وسعيد"، وابني عمومته "محمد فنيس ومحمد بن تنغيص" والزميل بالشورى "عبدالعزيز بن محمد" رحمهم الله.

هذه الأسرة ولادة بأمثال أولئك يتصدرهم "محمد بن عبدالوهاب وعبدالله بن سعيد" وإخوانهما وأبناؤهما النجباء.. بارك الله فيهم وعوضنا بهم الخير.. إنا لله وإنا إليه راجعون.