بعد توقف استمر أكثر من خمسة أشهر طال كافة القطاعات التعليمية الابتدائية والأساسية والثانوية، ورغم أن السلطات التعليمية في عدن وجهت دعوة إلى أولياء الأمور بالاستعداد لإرسال أبنائهم إلى المدارس عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى المبارك، إلا أن كثيرا من الأهالي لم يخفوا شكوكهم في قدرة هذه السلطات على استئناف سير العملية التعليمية في الفترة المقبلة.
وأشاروا إلى أن هناك عدة أسباب تثير هذه الشكوك، من بينها ما سببته الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي المتمردة وحليفها المخلوع صالح، من تدمير للبنية التحتية التعليمية في اليمن، وأدت إلى تدمير أكثر 54 مدرسة في عدن وحدها، كذلك الوضع الأمني الذي ما زال يحتاج إلى مراجعة من السلطات المحلية.
إيواء النازحين
وعبر سعيد العوبثاني، وهو أحد أولياء الأمور، عن قلقه من إرسال أطفاله إلى المدرسة، في ظل انتشار الجماعات المسلحة في شوارع عدن، وقال إن معظم المدارس تم تدميرها، كما أن ما تبقى من المدارس لا تزال تمتلئ بمئات العائلات التي نزحت خلال فترة الحرب، واتخذت منها أماكن تؤويها بعد أن تعرضت منازلها للتدمير جراء الحرب.
وأشارت سلمى الشعيبي، وهي أم لأربعة أطفال وتتخذ من مدرسة "الشوكاني" في منطقة "دار سعد" إحدى أكثر المناطق المُدمرة بعدن، ملجأ لها بعد أن تعرض منزلها للتدمير، إلى أنها تسلمت إشعارا من السلطات المحلية بمغادرة المدرسة استعدادا لاستئناف العملية التعليمية فيها، غير أن ذلك الإشعار لم يخبرها بالمكان البديل الذي يفترض بها الذهاب إليه. أما جارتها في الغرفة المقابلة وتُدعى "أم سعيد" فقالت إنها هي الأخرى تسلمت نفس الإشعار، لكنها لن تغادر طالما لم تعمل السلطات على توفير سكن بديل لها ولأطفالها.
من جانبه، أوضح المدير العام للتربية والتعليم بعدن سالم مغلس، أن هنالك اتفاقا بين جميع الأطراف على إخلاء المدارس من النازحين، وإعادة تأهيلها لبدء سير العملية التعليمية، محددا الـ17 من أكتوبر، والأول من فبراير المقبل موعدا لإجراء اختبارات النقل للمستويين الأساسي والثانوي.
مراكز للمقاومة
ولم يقتصر استخدام المدارس كمأوى على النازحين وحدهم، بل إن عناصر المقاومة أنفسهم اتخذوها مراكز للتحقيق، واحتجاز عناصر الميليشيات الحوثية الذين تم القبض عليهم أثناء حملات التمشيط، أو أسروا في المعارك.
وقال أحد عناصر المقاومة إنهم اضطروا لاستخدام المدارس كمراكز للتحقيق والاحتجاز، لأنها كانت الخيار الوحيد، حيث لم يتم تأهيل وترميم مراكز الشرطة، وحتى السجن المركزي في المنصورة ليس مؤهلا بشكل كامل لاستقبال السجناء.
وإضافة إلى دورها الكبير في الجانب العسكري والقتالي الذي تقوم به لعودة الشرعية في البلاد، تواصل دول التحالف العربي جهودها في إعادة بناء وترميم المدارس المهدمة في عدن. وذكرت مصادر في السلك التربوي بالمدينة أن دولا في التحالف قررت تخصيص ميزانية مالية مُتكاملة لإعادة بناء وترميم كافة المدارس التي تأثرت بالحرب التي شهدتها عدن.