ألغام التطرف التي تم زرعها في الأرضية الفكرية للشباب، جعلتهم لا يتقبلون ما سوى أفكارهم. ولا ينصاعون لغير آرائهم، ويتجهون لرفضها بالمطلق دون النظر فيها وتمحيصها، ودون معرفة نواحي الاختلاف وحيثياته، فقد نحول العقل المغيب إلى مجرد آلة لكشف المختلف والانقضاض عليه، فكل المختلف عنهم سواء، لا بد من تفجيره والقضاء عليه بالمطلق، ولا سبيل منطقيا لاستعادة المنطقة الفكرية السوية إلا بتفكيك هذه الألغام ونزعها، فضلا عن تحصينها من زرع ألغام جديدة لا نعلم عن مدى جاهزيتها -لالتهام العابرين بها- شيئا، يحتاج الوضع الراهن لنفس جدية الجهود التي بذلت لوضع هذه الألغام؛ للتخلص منها بشكل آمن، فكل الأبواق المحتقنة التي تم النفخ فيها لسنوات، يجب أن تسخر لمعالجة ما أفسدته قبل تحطيمها، أما ما يقوم به الناس من شجب واستنكار وفي أحسن الحالات الإدانة والدعاء بالنار والعذاب، لن يجدي شيئا، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.