عادت الحكومة اليمنية أمس إلى عدن، لتباشر أعمالها من الداخل اليمني، بعد طرد المتمردين من جنوب البلاد. ووصل رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية، خالد بحاح، أمس إلى عدن، برفقة سبعة وزراء، وهي عودة دائمة وفقا للمتحدث باسم الحكومة راجح بادي الذي قال في تصريحات صحفية، إن الحكومة "نقلت مركز عملها من الرياض إلى عدن"، مشددا على أن من أولويات الحكومة في الوقت الراهن دعم المقاومة في تعز، حيث تستمر المواجهات بين القوات الموالية للشرعية، والمتمردين الحوثيين وفلول الرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، مشيرا إلى أن وصول بحاح والوزراء إلى المدينة الجنوبية هو "انتقال كامل وليس عودة موقتة. لإدارة شؤون البلاد من داخل اليمن".
واستدرك بالقول إن بعض الوزراء "سيستمرون في التنقل بين عدن والرياض، خصوصا في ظل الوضع الإنساني المتردي في البلاد".
إعادة الترتيب
من جانبه، قال وزير الإدارة المحلية، عبدالرقيب فتح، إن الحكومة ستركز خلال الفترة المقبلة على "إغاثة المتضررين من الحرب وإعادة الإعمار، وتنفيذ قرار الرئيس هادي بدمج المقاومة في الجيش والأمن، وإعادة ترتيب مؤسسات الدولة".
وأشار مراقبون إلى أن تحديات كبيرة تنتظر الحكومة اليمنية في عدن، أبرزها ضبط الأمن، والقضاء على الجيوب الإرهابية التي تمارس أعمالا خارجة على القانون، بعد تزايد الحديث عن مجموعات مسلحة تبتز المواطنين وتنهب مقتنياتهم، وأشار البعض إلى أن هذه الجماعات التي يغلب على عناصرها الشباب، يؤكدون أنهم يتبعون المقاومة الشعبية، وهو ما نفته الأخيرة بصورة قاطعة، على لسان بعض مسؤوليها.
تحديات أمنية
في غضون ذلك، أحرق ملثمون مجهولون كنيسة القديس يوسف الكاثوليكية في عدن. وقال مسؤول أمني – رفض الكشف عن هويته – في تصريحات إلى "الوطن" إن المجرمين يتبعون تنظيم القاعدة.
وأشارت مصادر من داخل المدينة، إلى أن ألسنة اللهب تصاعدت من داخل الكنيسة الواقعة في كريتر، أحد أهم أحياء المدينة، وذلك بعد تعرضها للتخريب.
وكانت الكنيسة تعرضت أول من أمس إلى اعتداء مماثل، إذ قام مسلحون ملثمون بكسر الصليب الذي يعلو المبنى، والصليب الموجود داخلها، قبل أن يقوموا أمس بإضرام النار داخلها.
وشكا سكان المدينة خلال الفترة الماضية من تزايد المضايقات التي يتعرضون لها بواسطة متشددين دخلاء، إذ منعوا من الصلاة في بعض المساجد التابعة للصوفيين، ودمروا بعض الأضرحة. كما اعتدى آخرون على رواد مقهى سكران الذي يعد أحد معالم المدينة، ورفضوا وجود النساء والفتيات داخل المقهى، وهو ما رفضه المواطنون، وأدى إلى حدوث مصادمات واشتباكات بالأيدي والعصي بينهم وبين المتشددين.