تسببت الأجواء المناخية المتقلبة وموسم الحج في ارتفاع أسعار الأسماك في المدينة المنورة بمعدل70% من سعرها المعتاد، ففي الوقت الذي تراجعت إمدادات السوق من أشهر أنواع الأسماك بسبب الظروف المناخية التي حدت من حركة الصيادين في المدن الساحلية التي تغذي المدينة، زاد وجود الحجاج في المدينة المنورة من الطلب الذي أسهم في ارتفاع الأسعار.
ورصدت "الوطن" خلال جولتها على سوق الأسماك المركزي بالمدينة المنورة وجود عدد من الحجاج، خصوصا حجاج شرق آسيا لشراء الأسماك، كونهم يفضلون الوجبات البحرية على غيرها، ما أسهم في حالة من الإنعاش للسوق، في حين أكد عدد من أصحاب المحال أن تقلب الأجواء وارتفاع الحرارة تسببا في نقص إمدادات السوق من الأسماك بأنواعها كافة.ويؤكد البائع محمد الصبحي أن أسعار الأسماك ارتفعت خلال الأسبوع الماضي، مبديا تخوفه من استمرار نقص إمداد السوق من الأسماك بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة المنورة وأدت إلى تراجع إمدادات السوق من المدن الساحلية من أهمها محافظة ينبع والمراكز التابعة لها، مشيرا إلى أن أسعار الأسماك سجلت أرقاما قياسية بالارتفاع قاربت الـ70%.
وقال كبير الصيادين في سوق السمك المركزي بالمدينة المنورة فهد المزيني لـ"الوطن" إن موجة الحر الشديد التي تشهدها مناطق المملكة حاليا تسببت في ارتفاع حاد في أسعار جميع أصناف الأسماك لتتجاوز الـ70%، إذ يمتنع غالبية صيادي الأسماك عن دخول البحر في مثل هذه الأجواء، وشهدت مختلف أصناف الأسماك في "بنقلة ينبع" ومزادات المدينة المنورة ارتفاعات عالية، وعزا بائعو الأسماك تواصل الأسعار في الارتفاع إلى قلة المعروض وانخفاض الصيد بسبب الأجواء الحارة. وبين المزيني تواصل السيارات الناقلة للسمك من أملج وينبع والرايس تزويد منطقة مكة المكرمة بكميات إضافية، وهو ما تسبب في قلة العرض بمنطقة المدينة المنورة". في المقابل نفى تجار سوق الأسماك الاتهامات التي تشير إلى تحكم التجار في أسعار السوق، وأكدوا أن الأسعار تحددها الكميات التي تصل يوميا من المدن البحرية وترتفع وتستقر حسب توافر الأسماك التي تأثر فيها عدة عوامل، من بينها تقلب الأجواء الذي يحد من نشاط صائدي الأسماك.