استطاع فريق تابع لنزع الألغام اكتشاف صواريخ خبأتها قوات الاحتلال الحوثي في بعض المدارس الابتدائية بمدينة عدن، بعد أن حفرت لها حفرة في الأرض وخبأتها، قبل أن تعيد أرضية الفصل الدراسي إلى ما كانت عليه. وأشارت مصادر من داخل المدينة إلى أن العقيدين أحمد سلامة، وعبدالخالق العبدلي، عثرا خلال تمشيطهما بعض المواقع بحثا عن الألغام التي زرعها الانقلابيون قبل انسحابهم من المدينة، على صاروخ في إحدى المدارس. وأشار سلامة إلى أن الصاروخ كان قابلا للانفجار في أي وقت، ما سيؤدي إلى مصرع العشرات من طلبة المدرسة.

التعطش للدماء

وقال الوكيل الأول للمحافظة، أحمد سالمين، في تصريحات صحفية إن اكتشاف وجود هذه الصواريخ في مدرسة ابتدائية يكشف الطبيعة العدوانية الفظيعة للحوثيين، والرغبة في القتل، والتعطش للدماء، وأضاف "ما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء حتى يقوم المتمردون باستهدافهم بهذه الصواريخ التي وضعوها تحت أقدامهم وفي فصولهم الدراسية، وبمجرد الضغط عليها فإنها تنفجر فورا وتحدث إصابات رهيبة وسط الطلاب الأبرياء؟".

ومضى سالمين بالقول "كل القوانين الدولية والأخلاق الإنسانية والمثل تؤكد أهمية تحييد الأطفال والنساء والمدنيين عن أماكن الحروب، لأنهم أبرياء لا دخل لهم بها. لكن هذه الجماعة الحوثية المجرمة اعتادت انتهاك حقوق الأطفال، والاعتداء على ما وفرته لهم القوانين من حماية، فتارة يقومون بتجنيد أطفال قاصرين في صفوف ميليشياتهم العدوانية، إذ يرغمون بعضا منهم على المشاركة في العمليات الحربية، بينما يلجؤون إلى إغراء آخرين بالمال والسلطة كي يقبلوا الانخراط في صفوفهم، في الوقت الذي تحرم القوانين الدولية تجنيد هؤلاء الأطفال".

ميكافيلية بغيضة

ومضى بالقول "آخر فصول الاعتداء على الطفولة البريئة ما تكشَّف بالأمس من قيام المتمردين بزرع ألغلام وإخفاء صواريخ وصفت بأنها خطيرة داخل بعض الفصول الدراسية، فهو جريمة حرب كاملة، وجريمة ضد الإنسانية، لأن المحاولة تتعمد إيقاع أكبر ضرر ممكن في صفوف الأطفال. لذلك بادرنا إلى تسجيل كل هذه التجاوزات بحق الأطفال، وسنقدمها إلى مؤسسات عدلية دولية، حتى يجد المتمردون جزاءهم العادل على ما اقترفته أيديهم".

من جانبه، وصف الكاتب الصحفي، سالم اليافعي، المخطط الحوثي بأنه ينسجم تماما مع الدرك الأخلاقي السحيق الذي يعاني منه الانقلابيون، وقال في تصريحات إلى "الوطن" "رغم قسوة ما كشفته الجهات المتخصصة بالأدلة والبراهين، ومع أنه أمر دخيل على عادات وقيم الشعب اليمني، إلا أنني لم أفاجأ به، لأنني أتوقع من جماعة الحوثي الإجرامية كل شيء، وذلك لسبب بسيط، هو أنهم لا يملكون رادعا أخلاقيا يمكن أن يحدد لهم الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها، فكل شيء في عرفهم مباح، ما دام يؤدي إلى تحقيق الهدف".

وأضاف "الحوثيون يركزون على حدوث فوضى تمكنهم من تحقيق أهدافهم، لذلك يتعمدون القيام بعمل كبير يشغل المجتمع أو يثير حالة من الصدمة، وهو الوضع الذي يتيح لهم أن يتسللوا بين الصفوف لتحقيق مآربهم. لذلك لا يكترثون في سياق بحثهم عن هذا العمل الكبير، بين ما إذا كان يمثل اعتداءا على حقوق الطفولة والمجتمع أم لا، فهذه القيم النبيلة هي آخر ما يشغلهم".