استبشرنا خيراً بالتنظيم الجديد لجدول دوري زين السعودي للمحترفين هذا الموسم، لكن المشكلة الأزلية التي لم يستطع اتحاد كرة القدم، ولجنة المسابقات حلها وقد "استعصت عليهم" هي التغلب على قرارات التأجيل المستمرة للمباريات، حتى وصلت إلى بطولة الأمير فيصل الأولمبية.

من المهم جداً، إذا أردنا أن يكون لدينا دوري منظم، أن نطلع من البداية، وقبل وضع جدول الدوري على روزنامة المسابقات الخارجية، ما كان يتعلق منها بالمنتخب الأول، أو المنتخب الأولمبي، أو استحقاقات الأندية، ومن ثم يمكن أن "نفصّل" الجدول وفق هذه المشاركات.

أقول ذلك، وأنا ما زلت عند رأيي أن قرار تأجيل لقاء الهلال مع الاتحاد لم يكن له ما يبرره، ويزيد من هذه القناعة أن الهلال خاض بعد ذلك مباراة أمام الاتفاق، قبل أن يواجه ذوب هان الإيراني في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا.

وعلى رغم تحفظي على تأجيل تلك المباراة، وعدم قناعتي بمسوغات التأجيل، إلاّ أنني كنت أتوقع أن يقنع اتحاد الكرة الهلال والشباب، أو يفرض عليهما خوض مباراتهما "مقدمة" يومين أو ثلاثة، بدلاً من تأجيلها، وهنا تكون في جدول الهلال مباراتان مؤجلتان أمام الاتحاد والشباب.

والسؤال الذي يفرض نفسه وبقوة: ألم تعلم لجنة المسابقات عن مشاركتي الهلال والشباب؟ وطبعاً هذا سؤال فيه شيء من الاستعباط، لأنه ليس من المعقول أن اللجنة لا تعرف عن هذه المشاركة شيئاً، ولكن كيف غفلت عن وضع آلية لذلك؟.

وسؤال آخر: هل توقعت لجنة المسابقات خروج الفريقين من الأدوار التمهيدية، وبالتالي عدم وصولهما إلى الأدوار النهائية، أم إنها لجنة مغلوبة على أمرها، وأن قراراتها وتنظيماتها هي مجرد إجراءات تكتب في محاضر الاجتماعات من أجل حفظها في "دوسيه" الاجتماعات للرجوع لها عند اللزوم.

ولعل ذلك يقودني إلى تساؤل آخر، وما أكثر الأسئلة في دوري زين: ما جدوى الرغبة في تأجيل لقاء الأهلي والشباب المقبل في جدة ليوم آخر، وهو المؤجل أصلاً من موعده المثبت في جدول الدوري الخميس 21 /10 إلى يوم الاثنين 25 /10، ولو حدث ذلك فإن من حق الهلال أيضاً أن يطلب تأجيل مباراته أمام النصر المقرر لها الأحد المقبل.

وأرى أن النادي الأهلي محق في شروطه لتأجيل هذا اللقاء، كون لقاؤه الذي يلي لقاء الشباب سيكون أمام الفيصلي في المجمعة، ومن المنطق أن تؤمن له طائرة خاصة، أو حجوزات مع تأجيل اللقاء 24 ساعة أخرى، لأنه سيلعب خارج أرضه. والحقيقة أنني لم أعد أفهم ماذا تريد أمانة اتحاد الكرة من الأندية، وما هو النظام الذي تستند إليه، فهل هي تفرض القرارات، أم تستشير الأندية؟ فهي لم تكلف نفسها بعرض الأمر على إدارة الاتحاد عندما تم تأجيل مباراته أمام الهلال، ولكنها خيرت الشباب والهلال في تأجيل لقائهما، وعادت الآن لتحرج الأهلي بالطلب الشبابي في هذا الوقت الضيق.

ولذلك أستغرب من هذا التناقض في التعامل مع الأحداث، وأستغرب أكثر عندما يقول الأمين العام الأخ فيصل العبدالهادي إن على الأندية أن ترسل طلباتها لاتحاد الكرة منذ وقت مبكر، وليس قبل أسبوعين إذا كانت ترغب في الاستعانة بحكام أجانب، وهي ـ أي الأمانة ـ تحوّل إلى الأهلي طلباً شبابياً ـ قبل أيام ـ بتأجيل يربك برنامج الفريق المستضيف، ويساهم في إلغاء حجوزاته المؤكدة منذ أكثر من شهر.

فاصل

في الأهلي عمل بلا نتائج، وغداً ستأتي نتائج العمل، فهل يتوقف المرجفون، ليمنحوا مدرب الفريق فرصته الكاملة لتنفيذ برنامجه وأفكاره؟.

ألتمس العذر لجمهور يعشق ناديه، وهو يرى فريقه في هذا المركز، وهذه الوضعية، ولكنني ألمس في اللاعبين الحرص على الخروج من هذه الأزمة، ولن يكون ذلك إلاّ بدعمهم والوقوف معهم ليتجاوزوا هذا المنعطف الخطير، ويخرجوا من دوامة الخسائر المتكررة.