حملت عائلة في المدينة المنورة كلا من مستشفى الصحة النفسية، ومستشفى الملك فهد المسؤولية عن دخول ابنها الأربعيني في غيبوبة لأشهر عدة حتى وفاته بداية الشهر الماضي.

وقالت نورة الحربي "شقيقة المتوفى" لـ"الوطن"، إن "شقيقي أدخل مستشفى الصحة النفسية والأمل بالمدينة، قبل أربعة أشهر للعلاج، وكان في زيارتنا الأخيرة له يتحرك ويمازح العائلة، ولم تظهر عليه أي متاعب، وبعد يومين من الزيارة علم أحد أشقائي عند مراجعته المستشفى بتحويل أخي إلى مستشفى الملك فهد للعلاج".

وأضافت "عندما علمنا بالأمر سارعنا إلى مستشفى الملك فهد، فوجدنا أخي منوما في العناية المركزة، وعلمنا أنه مصاب بنزيف، وفي غيبوبة، وأنه خضع لعملية، والغريب أننا علمنا أنه مقيد في سجلات المستشفى مجهول الهوية، وبعد أشهر توفى شقيقي بداية الشهر الماضي، دون أن نعرف السبب الحقيقي للوفاة".

وتساءلت الحربي قائلة "كيف يحول مرض من مستشفى إلى آخر دون علم عائلته، رغم أن ملفه الطبي يتضمن جميع هواتف أقربائه؟ وكيف تعلم الأسرة بذلك مصادفة؟"، مشيرة إلى أن عائلتها رفعت شكوى إلى الشؤون الصحية ضد مستشفى الصحة النفسية، ومستشفى الملك فهد، كشفت فيها الإهمال الذي تعرض له مريضها.


شكوك حول الواقعة

وأوضحت أن الطبيب المشرف على الحالة أخبرنا أن شقيقي تعرض لنزيف حاد ناتج إما عن إصابة بالرأس، أو تناوله علاجا سبب ذلك، واتهمت الشؤون الصحية بالمدينة المنورة بالتهاون في التحقيق في القضية، وعدم الالتفات لطلب عائلتهم بالتحفظ على الملف الطبي، ومراجعة الكاميرات، لكشف ما تعرض له شقيقها، مشيرة إلى أن ما زاد من شكوكها حضور بعض منسوبي مستشفى الصحة النفسية للاطمئنان على حالة أخيها عندما كان في غرفة العناية المركزة.

وقالت الحربي إن "الشؤون الصحية بالمدينة عللت في البداية عدم التحرك بأن عددا من المتهمين في الواقعة من الممرضين في إجازتهم السنوية، فتقدمنا بشكوى أخرى إلى إمارة المدينة لدفع عجلة التحقيق، وبعد وفاة شقيقي أحالت مديرية الشؤون الصحية ملف القضية إلى الهيئة الشرعية للبت في القضية".


خصم 5 أيام

وأوضحت أن "إدارة مستشفى الصحة النفسية قررت خصم خمسة أيام من الطاقم التمريضي في اليوم الذي نقل فيه شقيقي إلى مستشفى الملك فهد دون إيضاح الأسباب"، مشيرة إلى أن هناك شكوكا حول تعرض شقيقها لضرب أدى إلى إصابته بنزيف".

إلى ذلك، قال المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمنطقة المدينة عبدالرزاق حافظ، أن "العائلة تقدمت بشكوى، مدعية بتعرض المريض للضرب، وطلبت بفحص كاميرات المراقبة في المستشفى، وتم فتح ملف للقضية، ولكن التحقيقات الأولية لم تثبت وجود أي علامات لاعتداء على المتوفى"، مشيرا إلى أن ملف القضية أحيل إلى الهيئة الشرعية للاستكمال مجريات التحقيق.