سادت حالة من التذمر والاستياء الشديدين بين مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، بعد انتشار مقطع فيديو يُظهر سيدات في مطار ينبع ينتظرن السفر إلى جدة، حيث مكثن قرابة 9 ساعات وهن يفترشن ساحة المطار، لمنعهن من الدخول، دون إيضاح الأسباب أو وجود مسؤول يسمع شكواهن، على الرغم من خلو جميع الكراسي، بحجة وجود رحلة دولية.
مغردو "تويتر" وجهوا سيلا من الانتقادات الحادة وطالبوا بمحاسبة موظفي المطار غير المبالين بحقوق المسافر. واللافت بل والأمر الذي يدعو للغرابة أننا نتحدث عن مطار حاز على أعلى نسبة تقييم في برنامج تقييم أداء خدمات المطارات الداخلية خلال عام 2014!
هيئة الطيران المدني استخدمت في بيانها ذات المفردة التي طالما سمعناها من الخطوط السعودية: "السعودية.. تأسف" ووجهت بفتح تحقيق للواقعة. السؤال: ما المعايير التي جعلت مطار ينبع هو الأفضل في المملكة؟ هل يوجد في المطار كاميرات مراقبة مرتبطة بجوال المدير العام بالصوت والصورة كي يراقب الموظفين وهو في بيته؟ هل يوجد مركز للمساج وغرف للنوم؟ هل يوجد في المطار كابينات متخصصة للاستراحات للرحلات الطويلة وتوقف الترانزيت، بالإضافة إلى قاعات مخصصة لكراسي النوم؟ هل توجد أسواق حرة تشعرك بأنك في أي مول عالمي مكتمل التجهيزات الخدمية، من كل أصنافها التي يحتاجها أي مسافر قادم ومغادر؟
في هذه الأثناء تذكرت قصة مشابهة حدثت في أميركا حيث عاشت إحدى السيدات هناك تجربة الانتظار داخل المطار مدة زمنية امتدت إلى 7 ساعات، وعاشت مع غيرها من المسافرين معاناة نفسية وخدمات سيئة، وإرهاقا، وجفافا، بل إنها وصفت حالة المسافرين بأنهم أشبه بالرهائن المحتجزين، والنتيجة أنها تركت وظيفتها فقط من أجل إنشاء جمعية لحماية حقوق المسافرين. نعم، حقوق المسافر أصبحت هي الأساس في المعايير العالمية المتخصصة بخدمات المطارات، إذ تشمل الانتهاكات ما يلي: 1-انعدام الراحة: وتعني المحطات المزدحمة، وأماكن الجلوس غير المريحة أو المحدودة، ودرجات الحرارة غير الملائمة.
2-عدم توافر وسائل الراحة: وتشمل عدم توافر الطعام على مدار الـ24 ساعة، وقلة الأنشطة التي يمكن ممارستها خلال فترات التوقف أو التأخير، وعدم وجود خدمة "الواي فاي" للاتصال بالإنترنت. 3-انعدام النظافة: ويشير إلى الطوابق القذرة، والرائحة الكريهة، والحمامات وصالات الطعام غير المرتبة. 4- سوء خدمة العملاء: وتشمل كل السياسات غير المتعاونة، أو غير الودودة من الموظفين، أو السياسات التي تعيق النوم في المطارات. سؤالي للمسؤول الأول في هيئة الطيران المدني: هل شُرعت حقوق المسافر لكي تبقى مجرد مطويات تعلق على أرفف المطارات؟ هل ستحصل السيدات على تعويضات نتيجة عدم الاهتمام بحقوقهن؟ هل سيعاقب هؤلاء الموظفون؟ ما موقع "حماية المستهلك" من الإعراب؟ متى نرى مستويات عالية الأداء وخدمات راقية للمواطن في جميع مطارات السعودية الدولية والداخلية؟
أعتقد أننا بأمس الحاجة إلى وجود جمعية خاصة ومستقلة لحماية حقوق المسافرين وفصلها عن جمعية حماية المستهلك، من شأنها حماية المسافرين وتوعيتهم بحقوقهم. أخيرا أقول: نتمنى الاستفادة من مطار المدينة المنورة، فهو في نظري يعد نقلة نوعية في مستوى الأداء شكلا ومضمونا.