كان من المفترض أن يكون مقالي اليوم عن محطة الطاقة الشمسية في الأفلاج ولكنه سيكون غدا بإذن الله، ولأول مرة أغيّر مسار مقالي، ولكنه في النطاق نفسه -أي الطاقة-، وهذه المرة عن الطاقة الإيجابية. تغيير مسار المقال كان بعد لقائي يوم أمس صباحا مع الدكتور عبدالملك الشلهوب المكلف بتسيير أعمال هيئة الإذاعة والتلفزيون، والذي جاء من خارج صندوق التلفزيون. بحثت عنه في "قوقل" ووجدت مؤشرات جدية عن طريقة تفكيره، وعندما التقيته بدا واضحا لي أن سياسة وزير الإعلام عادل الطريفي تظهر بشكل هادئ وتصاعدي من خلال اختيار الشخصيات الهادئة التي تعمل دون صخب، بندر عسيري في "المرئي والمسموع"، والشلهوب في "هيئة الإذاعة والتلفزيون" إلى جانب الطريفي ذاته الذي يعمل بهذا التكنيك أصلا؛ لذلك يكون النمو والتطوير مرتبطا بالنتائج فقط.
في حديثي مع الشلهوب تذكرت الأميركي المسلم "مالكوم إكس" الذي قال "لن تستطيع تطوير مستقبل شيء إذا لم تكن تدرك تاريخه". الانطباع الأولي الذي تحصلت عليه بعد شرب فنجان قهوة مع الشلهوب هو الطاقة الإيجابية، وإدراكه قوة التلفزيون السعودي تاريخيا، تحدث عن تاريخ الإذاعة، ومدى أهمية المكتبة التاريخية للتلفزيون؛ مما يعني أنه يستدعي الماضي كي يذهب إلى المستقبل، وهو شرط أصيل للتطوير. واضح جيدا إدراكه أهمية القطاع الخاص وقوته في إدارة الصناعة التلفزيونية بالنيابة عن المركزية الحكومية أو هكذا فهمت، أهمية الإعلام الجديد عنده جلية كذلك، ومدى مواءمته مع قنوات التلفزيون ليكون هناك شاشتان في شاشة واحدة.
كتبت عن الدكتور عبدالله الجاسر قبل فترة لأنه ابن التلفزيون، وقلقت على الشلهوب لأنه من خارج عائلة التلفزيون، ولكن بعد الاستماع إلى حديثه والأبعاد الثلاثة لنظرة "أمس واليوم وبكرة" أدركت أن السهل الممتنع في هذه التركيبة هو أن من يأتي من خارج التلفزيون يمكن أن يكون أشد ملاحظة للأخطاء وأسهل التقاطا للأفكار.
نحن جميعا الآن متحمسون لرؤية كيف يمكن أن يتحول التلفزيون عبر شخص جاء من خارجه، وأتمنى أن يبقى الشلهوب -كأول شخص من خارج العائلة التلفزيونية- كي يثبت ما يريد إثباته.