قُتل عدد من عناصر تنظيم القاعدة في مدينة المكلا فجر أمس، إثر غارة جديدة لطائرة دون طيار، يعتقد أنها أميركية في منطقة الريان بالقرب من إحدى مُعسكرات الجيش، التي باتت القاعدة تستخدمها معسكرات للتدريبات. وذكر شهود عيان لـ"الوطن" أن الضربة وقعت خلال ساعات الفجر الأولى مستهدفة بثلاثة صواريخ سيارة كان على متنها عدد من عناصر القاعدة، مما أدى إلى انفجارها واشتعال النيران فيها، ومصرع كل من كان بداخلها، دون أن يتم تحديد هوياتهم.
وأضافوا أن السيارة المستهدفة كانت قد خرجت لتوها من معسكر اللواء 190 للدفاع الجوي، الذي تحول إلى معسكر لتدريب عناصر القاعدة، بعد أن سيطر مسلحوها عليه عقب نجاحهم في فرض سيطرتهم على مدينة المكلا وبقية مدن ساحل حضرموت.
حزام أمني
وفور وقوع الضربة انتشر عدد من مسلحي التنظيم وأقاموا حزاما أمنيا حول موقع الضربة، مما أدى إلى توقف حركة سير المركبات المارة في الطريق السريع المجاور للمُعسكر لمدة تجاوزت الساعة، ومنع المواطنين من الاقتراب من الموقع، والقيام بعمليات تفتيش دقيقة للمركبات ومن عليها. فيما كان فريق أمني تابع للتنظيم يعمل على انتشال بقايا وأشلاء الجثث المتناثرة في موقع الضربة، والبحث عن بعض الأدلة التي قد تساعدهم في تحديد الكيفية التي تم من خلالها توجيه الصواريخ، وفقا لما أكده أحد العناصر المقربة من التنظيم إلى الصحيفة. وتوقع المصدر أن تكون الضربة قد أسفرت عن مصرع خمسة من عناصر التنظيم، قائلا إن الجثث تفحمت بالكامل.
وتُعد منطقة الريان شرق المكلا منطقة استراتيجية مهمة، حيث تضم مطار المكلا الدولي، ومعسكر اللواء 190 دفاع جوي، وكذلك معسكر اللواء 27 ميكا، وهذين المعسكرين باتا اليوم تحت سيطرة القاعدة بكل الأسلحة التي كانت بداخلهما، ومن بينها الأسلحة الثقيلة كالدبابات وراجمات الصواريخ وأيضا الصواريخ المضادة للطيران، ومنظومة مراقبة اتصالات عسكرية سوفيتية قديمة.
استمرار التصفية
وكان مسلحو القاعدة قد تمكنوا من السيطرة على كل مدن ساحل حضرموت في مطلع أبريل الماضي، عقب مواجهات عسكرية صغيرة استمرت لساعات قليلة، حيث تتمركز القاعدة بشكل أساس في الشريط الساحلي للمحافظة وفي مديريات بروم وميفع، المكلا، غيل باوزير، الشحر، الديس، الريدة، وقصيعر.
وتعد هذه الضربة الجوية هي الأحدث في سلسلة الغارات التي تستهدف عناصر القاعدة في اليمن، ضمن برنامج الحرب على الإرهاب الذي تنفذه الولايات المتحدة الأميركية. وأسفرت الضربات التي تعرض لها التنظيم منذ سيطرته على المكلا عن تكبده خسائر فادحة كان أبرزها تصفية العديد من قيادات الصف الأول فيه وعلى رأسهم أمير التنظيم في جزيرة العرب ناصر الوحيشي، وصديقه مأمون حاتم، زعيم التنظيم في محافظة إب وسط اليمن.