قضايا الشارع السعودي كثيرة جدا، آخرها كانت قضية "وفاة مواطنة في حرم جامعة تبوك كانت تسعى لإدخال ابنتها كلية الطب"، وقد قال فيها الإعلام الكثير؛ إلا أن قناة "الإخبارية" كانت وسط المشهد منذ البداية فقدمت برنامجا حواريا جمعت فيه كل الأطراف "الطالبة ووالدها والجامعة"، وكان الحكم للمشاهد.

"الإخبارية" فاجأت المشاهد بسرعة مناقشة القضية كما فاجأته بجرأتها العالية، إلى درجة أن برنامج "الإخبارية" كان السبب في تغيير الجامعة لمتحدثها الإعلامي الذي شارك في الحوار، وأعتقد أن هذا دليل نجاح كونها أقنعت الجامعة أن متحدثها لا يجيد عمله، ولا يناسب أن يكون لسانا لها.

ربما جاء الوقت ليعود المشاهد إلى قناة الإخبارية السعودية، بعدما بدأت ملامح التغيير تظهر عليها، وأصبحت تسابق وسائل الإعلام في تغطية الحدث المحلي بقوة وجرأة وشفافية، وهذا هو المطمع منها، فأغلب وسائل الإعلام تعتمد على المحلية السعودية لتكسب المشاهد وتزيد الأرباح.

حين انطلقت "الإخبارية" كانت الطموحات كبيرة والآمال عظيمة، ومرت القناة بعدة فترات تفاوتت فيها بين "الصعود والنزول" إلا أن الغلبة والأغلبية كانت لفترات "النزول" المتكررة، فهاجر المشاهد باحثا عن شأنه المحلي في قنوات تجارية تبث من الخارج، فكسب المشاهد المادة الإعلامية وكسبت القنوات الإعلان والأرباح، اليوم كل المؤشرات تقول إن "الإخبارية" بدأت "الإقلاع" محليا وستجول البلاد شرقا وغربا شمالا وجنوبا لتنبش المحلي السعودي إعلاميا.

نجاح القنوات الحكومية أولى من التجارية؛ لأنها بلا حسابات ربح وخسارة بعكس التجارية، إلا أن البيروقراطية تقتل الإبداع!