كل مدننا الحضرية -لا أستثني واحدة منها- تعاني من تكدس المياه في الشوارع والساحات كلما جاد الله سبحانه وتعالى بالمطر.. يقاسي الناس من خراب سياراتهم، وانعزال بعض المنازل ببحيرات ومستنقعات، تظل أياماً وأشهراً حتى تصلها أدوات الشفط.
المطر مصدر فرحة للمواطنين في هذه الصحراء القاحلة؛ أضحى كابوساً خلال السنوات الأخيرة بسبب أخطاء هندسية تتعلق برصف الشوارع وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة من قنوات تصريف لمياه الأمطار كما هو موجود في بلدان العالم المتقدم، والتي يتدفق المطر عليها ليلاً ونهاراً ويعيش الناس حياتهم بصورة اعتيادية.
دولتنا لم تقصر بأي حال بالبذل والعطاء لكل ما يُصلح شأن مواطنيها.
لكن العيب يكمن في تنفيذ المشروعات وعدم استعانة بعض المهندسين بأهل الخبرة من المواطنين المنتفعين بالشوارع وأحيائهم ومخططاتهم، فأهل مكة أدرى بشعابها ووديانها.. كما يقال.
دفعت وزارة المياه كرة تصريف السيول على الأمانات والبلديات، وأياً كان المسؤول لا بد من وضع حد للمآسي المتكررة منذ كارثة (جدة) لا أعادها الله.
ينبغي العمل فوراً لمعالجة أوضاع الشوارع والحارات المعرضة لتجمع مياه الأمطار وإيجاد مخارج وتصريف للسيول لها.
الكلام لا يجدي عن الماضي وما كان يجب تنفيذه من المشروعات على الوجه الصحيح.. الأهم هو التعامل مع الواقع والتخطيط للمستقبل الأجمل، فلا تتم سفلتة شارع قبل عمل التمديدات من كهرباء واتصالات ومياه وصرف صحي داخل نفق يتسع للصيانة والخدمات الأخرى.