بتنا نسمع ونقرأ تقريبا كل يوم عن "تلفزة الواقع" والتي جعلت الحياة تبدأ من "كبسة رز" أو "لمسة شاشة" وتلفزة واقعنا على الهواء مباشرة دون رقيب أو حسيب.

وعندما أطلقت العربية موقعها التفاعلي الأحد الماضي في حفل بسيط ولكنه معبر عن الاختصار في المعلومة وبعيداً عن البهرجة والتطويل أثبتت أن عالم الصحافة الإلكترونية في الإعلام الجديد بات عالماً مثيراً للإعجاب ولا يقف عند حد وطموحاته تشكل بعبعا للعاملين في الصحافة الورقية.

"العربية" استطاعت أن تضع القارئ العربي والفارسي والمتحدث باللغة الإنجليزية على أعتاب عصر جديد متفاعل مع متطلبات الحياة وبكبسة واحدة أطلقها رئيس تحرير "العربية نت "الزميل داود الشريان، أصبح العالم أقرب وأسهل وأكثر تهديدا للعالم الورقي.

"بكبسة واحدة من العربية ستعرف العالم أكثر" هذا الشعار الذي أصبح شمولياً لحياة أصبحت سهلة ورائعة بالنسبة لجيل اليوم حيث يستطيع إنسان اليوم أن يتعرف على عوالم أخرى بطريقة في غاية السهولة إلا أن الخوف من الانفصال عن المجتمع بالنسبة لأبناء البلاك بيري هو الهاجس المرعب.

هذا البلاك الذي فصل الأبناء عن آبائهم وأمهاتهم وجعل حياتهم تدور في كبسة زر.

لا يمنع أن نأخذ بالتقنية ونتفاعل مع كل جديد ولكن أن يستمر الصمت ونبني حواجز بيننا والآخرين فهذه قمة المأساة. وأصبح كل واحد من الأبناء يحتضنه في أغلب الأوقات لا يفارقه إلا عند النوم.

لسنا متخلفين لنرجو اختفاءه ولكن المشكلة التي تعانيها كل الأسر هي فقدان التواصل مع البعض لأن كل فرد مهموم إما بالإرسال أو الاستقبال.

الأمهات هن من يعانين وإذا كان هناك صمت بين الأزواج فقد زاد المدعو بلاك بيري الطين بلة وقسم الأسرة وشتت اللقاءات الأسرية. تعاملنا نحن كعرب مع هذا المدعو بشكل غير حضاري ينتقل الأبناء من الماسنجر إلى الفيس بوك إلى إرسال الرسائل والأب والأم يحترقان لعدم اللامبالاة من الأبناء وعدم التواصل. أصبح لكل ابن حياته المرتبطة بشكل مباشر بالمدعو بلاك. آمل أن يلتفت الآباء والأمهات إلى إيجاد وقت معين لا يكون المدعو بلاك بينهما فهو كالشيطان دائما ما يكون ثالثهما ورابعهما وحتى عاشرهما لابد أن تعود الأسرة إلى سابق عهدها ولابد أن نقنن عملية استخدام التقنية شاركوني الرأي أليس المدعو بلاك بيري مفرق الأسر؟