كشفت الأمم المتحدة أن عدد النازحين بسبب الحروب والصراعات والاضطهاد على مستوى العالم، بلغ نحو 60 مليون شخص.

وقالت في تقرير حديث، إن أحد أكبر العوامل وراء هذه الزيادة، هو الصراع السوري الذي بدأ منذ أربعة سنوات وأسفر عن لجوء أكثر من أربعة ملايين شخص إلى الدول المجاورة، فضلا عن حركة النزوح إلى أوروبا والولايات المتحدة، وكذلك بلوغ عدد النازحين داخل سورية لحوالى 7,6 ملايين شخص.

وأورد التقرير أن من بين الـ60 مليون لاجئ في العالم، يوجد 19.5 مليون لاجئ للخارج، و38.2 مليون لاجئ داخلي، و1.8 شخصا ينتظرون البت في طلباتهم اللجوء. ويشكل الأطفال أكثر من 50% من أعداد اللاجئين.

وقال معدو التقرير إن هذه النتائج تعني أن واحدا من بين كل 122 شخصا على مستوى العالم إما لاجئ، أو نازح داخل بلاده، أو يسعى إلى اللجوء.

ووفقا لمراقبين فإنه رغم تصدر أزمة اللاجئين السوريين المشهد العالمي في الوقت الحالي، إلا أن الأرقام السابقة لهذه الأزمة تشير إلى الفوضى التي اجتاحت العالم بسبب الحروب الإقليمية والصراعات الداخلية في بعض الدول، والتي كان لدول منطقة الشرق الأوسط نصيب منها بدرجة ملحوظة منذ احتلال إسرائيل فلسطين عام 1948، وبلوغ عدد اللاجئين الفلسطينيين نحو 5,4 ملايين لاجئ، كذلك فإن الصراعات الداخلية التي برزت خلال العقود الثلاثة الأخيرة والتي خلفت ملايين النازحين من أفغانستان والصومال والعراق وميانمار، فضلا عن إثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان، أثبتت أن النظام الدولي بكل مؤسساته الدولية فشل في توفير الحياة الإنسانية والاستقرار في دول العالم، أو السيطرة على الفوضى التي تسود دول المنطقة ما يثير أسئلة جدية تتعلق بشرعيته.

وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين، أنطونيو جوتيريس، في تصريحات صحفية "العالم في حالة فوضى. والأسوأ هو أن العالم يظن أن بإمكان المساعدات الإنسانية علاج هذه الفوضى. لكنه لم يعد أمرا ممكنا، وليست لدينا الإمكانات لإصلاح ما فسد. أعداد من يعانون في ازدياد، وللأسف لا توجد فرصة لدعم كثيرين منهم".

وفي هذا السياق، أشار خبراء سياسيون إلى أن هذه الفوضى السائدة لا يجدي معها ترميم النظام الدولي القائم، وقالوا إن "العالم يحتاج إلى نظام دولي جديد يحقق معايير العدالة الدولية ويقوم على قيم ثابتة وراسخة"، مطالبين المجتمع الدولي بأن يعيد ترتيب المشهد الدولي بما يحقق الاستقرار لدوله وشعوبه، على أساس من العدل والحرية والكرامة الإنسانية قبل الانزلاق إلى درك الهاوية. 




النزوح مستمر

"هناك مليون نازح هذا العام، ومن المتوقع أن ينزح مليون آخرون داخل سورية من الآن وحتى نهاية العام إذا استمر تصاعد العنف، وستواجه أوروبا أزمة لاجئين تشبه الأزمة التي أدت إلى تشكيل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 1950"


منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يعقوب الحلو