درجت مؤخرا في الغرب جملة تقول "توقفوا عن جعل الحمقى مشاهير"، وأصبحت هذه العبارة تشاهد على لوحات مرفوعة في الشوارع وتكتب على الجدران، وتستخدم بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وبكل اللغات تقريبا.
خرجت هذه العبارة وأخذت هذا الانتشار الواسع بعد أن بدأت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تفرز نوعا جديدا من المشاهير، هؤلاء مجموعة نكرات ليس لديهم أي خلفية أو مشروع ثقافي أو فكري أو مجتمعي، ومع ذلك يجدون أنفسهم مشاهير ولهم جماهير، فقط لأنهم يفعلون أشياء غريبة أو يقولون كلاما جريئا أو يكون لديهم القليل من الفكاهة.
الشهرة التي كانت صعبة المنال وتحتاج طريقا طويلا من العمل والصبر والمثابرة، باتت سهلة، وكل ما تتطلبه اليوم إنشاء حساب في أحد مواقع التواصل وإطلاق العنان للأفكار والمظاهر الغريبة، وربما تجد في بعض المجتمعات من يتعرى أمام الكاميرا ليجذب أكبر عدد من المعجبين والمتابعين.
فوبيا المشاهير الحمقى تجتاح العالم اليوم وليست قصرا على مجتمعاتنا العربية، لكننا نحن العرب لدينا كثير من المحاذير الاجتماعية، ومجرد اختراق هذه المحاذير أو محاولة القفز عليها يصنع الشهرة، غير أن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: أليس المجتمع الذي يجعل الحمقى مشاهير مجتمعا أحمق؟