والمعلول نكاية عن العِلة، والعلة الكبرى في تلفزيوننا الحبيب أنه يتعامل مع منسوبيه معاملة الموظف والوظيفة بينما الإعلام شغف وموهبة وكاريزما ربانية يهبها الله للبعض لا الكل، ولأن المحسوبيات والواسطة أحيانا تحاول العبث والتغلغل في كل مجال، إلا أن ميزة الإعلام أنه يلفظ المتسلقين به أو فيه ولو بعد حين، لذلك دائما ما تتاح الفرصة والارتقاء للموهوب الحقيقي، أما من دفعته يد المحسوبية وتحشره حشرا وبالقوة في الإعلام فيظل مكانك سر حتى يتوفاه الله فيريح ويستريح.
ما علينا، ونعود للحلول فهي الأهم، وباطلاع بسيط قمت به متخفيا داخل إحدى محطات تلفزيوننا الحبيب، وجدت أن أغلب الفنيين هم من العمالة الآسيوية، بل ونفتقد أحيانا المصور المحترف والمونتير (أي من يقوم بالمونتاج للتقارير والبرامج) بل وحتى من يركب المايك للضيوف! لذلك أقترح على وزير الإعلام أن يجلس على طاولة واحدة مع وزير التعليم وباستخدام المبادرة الجميلة #بعثتك_وظيفتك يتم تحديد احتياجات السوق من الكوادر الوطنية في التخصصات الفنية لتقوم الوزارتان بابتعاثهم حتى يعودوا معاول بناء للوطن وحتى نخرج من التقليدية حتى في الابتعاث، وكم أحلم أن نبتعث موهوبين ليعودوا مخرجين مبدعين حقيقيين، يخرجون برامج وطنية باحترافية وعلم لا باجتهاد وباستراتيجية "طقها والحقها"، كما نرى أحيانا في بعض البرامج حين يبدأ الفاصل قبل انتهاء كلام المذيعة أو يتأخر المخرج بإظهار التقرير بعد أن تتشبث المذيعة بابتسامة وهي تنظر للكاميرا، والمخرج في خبر كان!
أحلم بالكثير في مجال الإعلام، أحلم بابتعاث محللين سياسيين من موظفي الإعلام، أحلم بإرسال كفاءات تتعلم كيف تدار غرف الأخبار، وكيف يدار مطبخ صنع التقارير والتغطيات، أحلم بالكثير.. فهل من مستجيب؟