في كل مرة تقوم العصابات الصهيونية بها بعمل إرهابي ضد أهلنا في أرض الرباط أشعر بالغضب ومشاعر الانتقام تتملك من كل ذرة في كياني، ليس من نفسي فقط ولا من الأمة العربية، بل من العالم بأسره! عالم يحتج ويصرخ لموت أسد فيطالب بمعاقبة الجاني وإقصائه عن مهنة الطب ووضعه في قائمة العار، ولا يهتز له رمش لموت رضيع حرقا على أيدي إرهابيين صهاينة!

تابعتهم وهم ينشرون صور "سيسل" الأسد المغدور حتى إنهم كتبوا عريضة يطالبون فيها بأقصى العقوبة للصياد طبيب الأسنان، ووجدت أن هنالك من دافع عنه بحجة "أيٌّ أهم حياة الأسد أم حياة الإنسان؟"، وكأن الأسد ذهب إليه في بلده وإلى داخل منزله ثم قام بمهاجمته! تماما كمن يدافع عن الأفعال الإرهابية ضد أهالي فلسطين المحتلة، أنهم في حالة دفاع عن النفس! نعم قتل أطفال يلعبون على الشاطئ، دفاع عن النفس، نعم صب البنزين في حلق وعلى جسد المراهق ثم حرقه حيا لم يكن سوى دعابة، نعم حرق المساجد والكنائس وتحويلها إلى معابد لهم...إلخ كلها دفاع عن النفس! ومن المختل الذي يعتبر كتابة عبارات تسيء إلى محمد عليه الصلاة والسلام والسيد المسيح عليه السلام فيها أي تعدٍّ أو حتى عنف! أما هدم المنازل ليس سوى تجديد للحجارة بساكنيها، واقتلاع أشجار الزيتون وملاحقة المزارعين وحرق محاصيلهم واختطاف أبنائهم ليس سوى توسعة للمساكين الذين ينتظرون مساكن وهم الفقراء الحفاة العراة الذين يئنون من معاملة الغرب القاسية لهم، فلا تجارة تزدهر لهم ولا إعلام ينصفهم ولا ساسة يقفون إلى جانبهم في محنهم وليس لهم مكان يؤويهم سوى أرض الحليب والعسل!

ماذا يختلفون عن الدواعش؟! أليس لهم منظرون وفقهاء يفتون لهم مدعمون بغطاء سياسي في المركز العليا للاحتلال الصهيوني! لنبحر سريعا في أقوال سادتهم:

كما جاء في صحيفة جيروزليم بوست عام 2000 عن إيهود باراك أنه قال "إن الفلسطينيين كالتماسيح، كلما منحناهم لحما طالبوا بالمزيد"، كما أن بيغن وصف الفلسطينيين بالحيوانات التي تمشي على قدمين في إحدى كلماته للكنيست عام 1982، أما إيتسحاق شامير فلقد ذكرت النيويورك تايمز قوله في خطاب ألقاه أمام المستوطنين اليهود عام 1988 أنه قال لهم بأنه سيتم سحق الفلسطينيين كالجراد، وسوف تحطم الرؤوس على الصخور والجدران، أما رفائيل إيتان رئيس أركان قوات الدفاع الإسرائيلية فقد ذكرت النيويورك تايمز عام 1983 قوله بأنه حين تستقر الأمور وتصبح لهم الأرض كل ما يستطيع العرب فعله هو الهرولة كالصراصير المخدرة في زجاجة، وقال أحد المسؤولين عن الحملة الانتخابية لشلومو أهات عام 1983، بأنه يجب قتل كل الفلسطينيين إلا إذا وافقوا على العيش بينهم كالعبيد، وفي مذكرة إسرائيل كونيغ عام 1976 كتب فيها التالي: "يجب علينا أن نستخدم الإرهاب والاغتيال والترهيب، ومصادرة الأراضي، وقطع جميع الخدمات لإخلاء الجليل من سكانها العرب"، وفي عام 1998 ذكرت وكالة الإنباء فرانس برس قول أرييل شارون وهو يتحدث في اجتماع لنشطاء من الحزب اليميني المتطرف بأنه قال لهم إنه واجبٌ على كل شخص التحرك للاستيلاء على أكبر عدد من التلال لتوسيع المستوطنات، لأن كل شيء يؤخذ سيبقى لهم وأي شيء لا ينتزع سيبقى للفلسطينيين، أما الحاخام ياكوف بيران فذكرت النيويورك تايمز عام 1972 أنه قال: "مليون عربي لا يساوي ظفر يهودي"، والقائمة تطول ولكنني سأنهي أمثلتي هنا مع فلاديمير جابوتنسكي المنظر للمنظمات الإرهابية الصهيونية أنه ذكر التالي في مذكرته "الجدار الحديدي" مقالته "نحن والعرب"؛ حيث كان يُنظر إلى أن الناس عادة لا تتخلى عن أراضيها طواعية، وعليه فإن عرب فلسطين لن يتخلوا عن أراضيهم دون عنف!

وبناء على ما سبق الذي يعتبر نقطة في بحر ما وجدته في "أمثلة على خطاب الكراهية من قبل إسرائيل ضد فلسطين"، هل يمكن استغراب ظهور منظمات إرهابية مثل جماعة "تدفيع الثمن" و"شبيبة التلال"، حيث قامت الأخيرة بحرق الرضيع علي دوابشة وأسرته، جل أفراد هذه المجموعات والمئات المنبثقة منها ظهرت في المستوطنات، تقوم بالترهيب والتخريب والقتل، معتمدة حديثا على الفتاوى العنصرية للحاخام إيتسحاق جينزبورج، فلو أرادت الحكومة لديهم لأوقفتهم ولكنهم بالتأكيد محميون من قبل نواب وأحزاب ومسؤولين كبار بمعنى أن لديهم ضوءا أخضر وإلا لما تعاظمت نسبة أعمالهم التخريبية والإرهابية ضد العرب لـ200%، حسب ما ذكرته مؤخرا صحيفة هآرتس في تقرير لها عن جماعة "تدفيع الثمن"، فلا إجراءات قانونية حازمة تتخذ ضدهم ولا أعضاءهم في السجون، بل تجد أن غالبية مرتكبي هذه الجرائم أحرار يجولون الشوارع! فلا ننخدع بزيارة هذا المسؤول أو ذاك من الكيان الصهيوني المحتل للضحايا في المشافي أو الشجب أو التنديد والاستنكار، فكل ذلك ليس إلا ذر الرماد في العيون لتستمر المسرحيات الهمجية!

لنبحث ولنقرأ في جميع المراجع والصحف ومراكز الإعلام والدراسات، لنكن على وعي مما حدث ويحدث، كي لا نصدق أكاذيب الكيان الصهيوني وأعوانه أو نُدجن من قبل المتصهينين العرب الذين يريدون تمييع القضية الفلسطينية وجعلها قضية قوم تم الاعتداء عليهم من جماعة لم تقترب منا أو تعتد علينا! يا سادة الدم واحد والتاريخ واحد والمصير واحد... والعدو كان وما زال وسيبقى واحدا! ولمن لم تتضح له الصورة بعد، لن نقدم أي تفسيرات وليس لدينا سوى جملة واحدة راجع "الشيخ جوجل" إن لم تفهمها:

"Do Your Homework…Read"!