تواصل منظمات المجتمع المدني في مدينة عدن حملاتها الحقوقية والإعلامية لرصد وتوثيق جرائم الحرب البشعة التي تعرضت لها المدينة وسكانها على أيدي ميليشيات الإرهاب والموت الحوثية وحليفها صالح. حيث أعلنت شبكة "عين عدن" عن إطلاق برنامج توثيقي لرصد آثار وجرائم العدوان الذي مارسته تلك الميليشيات والقوات العسكرية الموالية للرئيس المخلوع علي صالح على مدينة عدن، وتدمير أجزاء واسعة منها وتشريد مئات الآلاف من سكانها.

تحت المجهر

وقالت المهندسة أقدار مختار، رئيسة مؤسسة أنصار الحماية المجتمعية، إحدى المؤسسات الخمس المنضوية في إطار شبكة "عين عدن" في حديث مع "الوطن" إن البرنامج يهدف إلى وضع مدينة عدن تحت المجهر، في إطار رصد ما اقترفته الميليشيات من جرائم ضد المدينة وسكانها، من خلال ثلاث مراحل متنوعة تشمل تأثير العدوان على البنى التحتية، والخدمية، والسكنية، ومعالمها التاريخية، وفقا لمعايير دولية وقانونية دقيقة.


حشد الأطياف

من جانبه، قال الناشط الحقوقي، بسام القاضي، في كلمته في الفعالية التي شهدت مشاركة قيادات عسكرية ومدنية رفيعة، في مقدمتها مساعد وزير الدفاع، اللواء عبدالقادر العمودي، إن هذه الفعالية "تعد دعوة شجاعة لتخليد الذاكرة الوطنية، وحشد كل أطياف النسيج الاجتماعي، باتجاه حفظ وقائع هذه الحرب بالصوت والرقم والصورة، لتبقى مخزونة في وعي الأجيال القادمة، ومفادها أن عدن ذاقت الأمرين، وهي اليوم تقف أمامنا بكبرياء وثقة بوفاء أبنائها الأبرار، لتقول بملء الصوت إنها تستحق عهد إعمار جديد يليق بها، ومرحلة بناء وتنمية أجمل تجدر بها". مُشيراً إلى أن حجم الدمار والأضرار وما حل بتلك المدن من غزو قوات العدوان لعدن في مارس 2015 يضاهي ثلاثة أضعاف ما ممارسته نفس القوات من اجتياح لعدن والجنوب في حرب صيف 94 الأسود.

وشهدت الفعالية التي رعاها "حلف قبيلة أبناء يافع" معرض صور وفيلم وثائق عن الحرب والتدمير الذي طال المدينة، ومعاناة الأهالي المشردين جراء الحرب، وكذلك عقد مؤتمر صحفي بمشاركة طيف واسع من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية.