بداية أستسمح سماحتك أيها المرشد الأعظم بأنني تجرأت كبشر عادي أن أخاطبك مباشرة دون حجاب، وأنت الوليّ الذي يُعبّر عن إرادة الله تعالى في الأرض إلى حين خروج المعصوم! ولكن أرجوك أن تتقبل هذه الرسالة بصدر رحب، وأعدك بأنني لن أخبر أحدا عندما يخرج المعصوم من سردابه، وأعرف أنه ربما سيصبح وهّابيا يخالف إرادة المعصوم!
أخي السيد المرشد المعصوم؛ إنني في الحقيقة لا أستغرب أن شخصا يصف نفسه بالمعصومية ويدعي أنه مقدس ويقتل الناس على هذا، ففي النهاية النفس البشرية طماعة، ولكن الحقيقة أتمنى من سماحة معصوميتك أن تشرح لنا كيف استطاعت قدراتك الخارقة في استخفاف الألوف من حولك، وجعلتهم يقاتلون ويتسلطون على الناس في كل بقعة داخل وخارج إيران؟ هذه القدرات يجب أن تُدرس بعناية لأجل البشرية والتاريخ.
أعرف أن الآيات الخارقة تطير حولك وتقدسك؛ لأنهم في النهاية سيحصلون على قدر مُرْضٍ لهم بالتقديس، ولكن لا تزال هناك معجزة أتمنى اكتشافها كي أعرف ما هذه القدرات الاستثنائية في استخفاف العقول وتخديرها بهذا الشكل؟
دعني أشرح لك الأمر مرة أخرى أخي المرشد؛ نحن الآن في عصر التكنولوجيا والمعلومات، ولا يمكن لشخص طبيعي مثلي ومثلك "آسف نسيت أنك معصوم" أن يحجز كل تلك الوسائل التي قد تصل إلى الناس الأحرار الذين لا علاقة لهم بآياتك الطائرة، وحتما سيكتشفون اللعبة الساذجة، وسيعرفون أنك تضحك عليهم تماما كما كان يفعل باباوات أوروبا في العصور المظلمة قبل عدة قرون! إذاً أرجوك أن تخبرني ما الوصفة السحرية التي استخففت عقول الناس بها، وصار يركض وراءك حتى بعض حمقى العرب ليُقتلوا ويعيشوا الفقر في بلدانهم كي تتمتع أنت وآياتك بالمعصومية؟!
دعني أشرح لك بعض الأمور بشكل أدق؛ ما الوصفة التي مكّنت معصوميتَك من إقناع شراذم في اليمن لا تجد حتى عشاءها في نفس اليوم، وربما كان جدهم -رحمه الله- آخر واحد حصل على تعليم منهم، كيف أقنعت هؤلاء بأنهم يقتلون إسرائيليا وأميركيا كل يوم بينما هم يقتلون أهلهم ويحرقون بلدهم الذي يعد أفقر بلد عربي اليوم؟ تركوا بلدهم وبناءه وتشييده؛ لأجل قتل أهلهم ثم يرفعون صورة معصوميتك ومعصومية الأخ المستخف الآخر الحوثي! أرجوك أن تخبرني عن الوصفة وأعدك بأنني لن أخبر حتى معصومياتك قطعانك الآخرين.
يا أخي المعصوم؛ لن أسألك عن شعاراتك السياسية التي تلعن فيها أميركا كل صباح، فهذه القصة يعرف جوفها الفارغ حتى البواب الذي يحرس قصر معصوميتك، وكلنا نعرف أن أميركا لم تدخل العراق إلا على ظهور الأحزاب المستخَفَّة التي ركبت "تاكسي" الدبابة الأميركية إلى أن أنزلتها في محطة المنطقة الخضراء قرب السفارة الأميركية ببغداد، ولكن سامحني لضعف فهمي، فما أعرفه أن الأميركان لا يقدمون شيئا بالمجان، ولا يمكن أنهم قبلوا عقد توصيل مستخفيك إلى تلك المنطقة البعيدة عنكم إلا بناء على تنسيق واتفاق! أرجوك لا تقل لي إن من بين مستخفيك الأميركانَ أنفسهم أيضا! هل وصلت عبقرية معصوميتك إلى أنك أقنعت حتى الأميركان بقصة المعصومية؟ سبحان من أعطاك هذه العبقرية وسخر لك تلك القطعان المستخفة!
السيد المعصوم؛ أعود لتذكيرك بأنني لست من تلك القطعان المستخفة، فأعرف أن طريقة حكمك وسخريتك هذه من ضمن الأفكار الظلامية التي لم يصل لظلاميتها حتى الدكتاتوريات العربية كلها، وليس لها مَثل سوى البابويات الظلامية البائدة، ولكن حقا؛ لا أستطيع إخفاء إعجابي بعقلك الذي استخف بكل تلك القطعان.
أظن أنك لن تثق بشخص لديه مرآة تكشف وجهك الحقيقي، ولذلك دعني أشرح لك فهمي وأرجوك أن ترشدني بمعصوميتك إن كنتُ محقا؛ أسمع من قطعانك دائما بأن عدوكم الحقيقي هو الوهابية، ولكني أخي المعصوم فتشت في التاريخ المعاصر فلم أجد أي تاريخ قتالي طائفي سوى صراعاتكم الطائفية بعد ابتكاركم المجنون بالمعصومية! فهل استخفتك قطعانك إلى درجة أنك تظن أن كل أمة الإسلام والعرب ستصدق هذه الفكرة المتخلفة؟
الآن عرفت ما الأسلوب الذي تمكنت من خلاله التخدير بـ"بنج" مستديم؛ إنه الغاز! نعم الغاز، ولكن للأسف هذا الغاز فيما يبدو لم يكتشفه مجلس الأمن ولا الدول الكبرى! أكرر إعجابي بعبقريتك أيها السيد المعصوم، فقد وصلت إلى تكنولوجيا معقدة لم تصل إليها كل الدول والشعوب المتقدمة، ولم يستوعبوا خطورة هذا الغاز كي يضعوه ضمن أسلحة الدمار الشامل، ولكن لحظة، لنفكر مرة أخرى؛ ربما هم يعرفونه ولكنهم مستفيدون من عبقرية معصوميتك في تفتيت المنطقة كلها وإشغالها بحروب وقتال دموي قد لا ينتهي لعقود!
السيد المعصوم؛ خطرت لي فكرة؛ هل الصفقة التي وقعتها في العراق وأنت أسفل الدبابة الأميركية -كي لا يراك قطعانك- كانت في مقابل السكوت عن هذا الغاز الجرثومي؟ أرجوك أخبرني لأكتشف اللغز.
يا أخي المعصوم؛ مللت منك فأنت لا تسمع ولا تتحدث بالرغم من القدرات الإلهية التي منحت نفسك إياها، ولكن أتساءل؛ هل ستبقى هذه النكتة المعصومة في دُرجك ولن يكتشفها الشعب الإيراني باختلاف أعراقه وأديانه؟ دعني أبوح لك بسر أخي المعصوم؛ صدقني هذه الأفكار تنتمي للقرن العاشر للميلاد وليس الواحد والعشرين، ولا يمكن لك إخفاؤها، وستخرج الذئاب التي تأكل قطعانك في عقر دارها، وستكتشف أن المعصومية ما هي إلا فكرة جهنمية لتخدير العقول والضمائر، وأن غازك المتخلف ما هو إلا طائفية أحرقتَ بها بلداننا وأهلنا في كل مكان، عندها فابحث لك عن دبابة أميركية تخفيك وتخفي أسرارك معك!
أرجوك أخي المعصوم؛ لا تظن أن عبقرية معصوميتك ستقنع إخواننا وأهلنا من شرفاء الشيعة بأن هذا الحوار كان مع أميركي أو إسرائيلي، فهم أهلنا ونحن أهلهم طالما بقيت جراثيمك ومعصوميتك بعيدا عن قريتنا الآمنة.