شدد عدد من العلماء على ضرورة التعاون مع الجهات الأمنية في إخراج الحملة التوعوية التي تنفذها إمارة منطقة مكة المكرمة بعنوان "الحج عبادة وسلوك حضاري"، والتي أثمرت عن انخفاض ملحوظ في أعداد الحجاج المخالفين، مبينين أنه متى ما كان هناك حج منظم، كانت هناك انسيابية في التفويج، وتوفير الخدمات والإمكانات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين بكل سهولة ويسر لضيوف بيت الله الحرام.
لا عذر للمخالفين
وقال عضو مجلس الشوري الدكتور عيسى الغيث: "الجهود الملموسة من كل الجهات العاملة في الحج، خصوصا وزارة الحج، في تنظيم خدمات الحج الميسر، والتي تكون كلفة أداء الفريضة فيها بأسعار قليلة وفي متناول اليد، ألغت العذر لدى المخالفين بارتفاع أسعار الحملات، وبالتالي لا بد منهم في الانخراط في تلك الحملات، ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة، ويتم تقديم خدمات لهم، بدلا من تكبد مشقة الحج المخالف والذي يكتنفه كثير من المخاطر، وربما يوقعهم في المحظور الشرعي في عدم جواز حجهم بتلك الطريقة، نظرا لمخالفتهم أنظمة الدولة في تأدية فريضة الحج".
وأشار الدكتور الغيث إلى أن الحملة تأتي من استشعار القيادة الحكيمة بأهمية أن تكون أعمال الحج ذات تنظيم مدروس، للتقليل من المظاهر السلبية مثل الافتراش والازدحامات في طرقات المشاعر المقدسة، سواء من الراجلين أو المركبات التي تقل الحجاج.
عبادة لا تسييس فيها
من جهته، طالب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، جموع الحجيج بالاستفادة من الحملات التي أطلقت عن طريق الإمارة والرئاسة، في الالتزام بالتعليمات والإرشادات اللازمة لسلامة الحج وضيوف الرحمن من أي سلوكيات وتصرفات يمكن أن تؤثر على حجهم وعبادتهم، خلال وجودهم في بلاد الحرمين، من خلال المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة في هذه الأشهر الحرم التي اجتمعت فيها حرمة الزمان والمكان.
وقال: الحج عبادة لا تسييس فيها ولا مجال لأي خلافات ولا خروج فيه عن مساره لأي شعار أو موجة من الموجات الأخرى، كما أنه سلوك حضاري، لأن المسلمين يترفعون فيه عن أي سلوكيات تبث فيهم الفرقة والحزبية، مشيرا إلى أن على المسلمين أن يوثقوا بينهم عرى المحبة والأخوة والتكاتف في أداء مناسكهم، مستندا في ذلك إلى أن القواسم بين المسلمين كثيرة جدا، ومن أهمها أنهم يعبدون إلها واحدا دون غيره، ويستقبلون قبلة واحدة، ويحجون إلى بيت واحد هو بيت الله الحرام.