أكد الباحث السياسي اليمني يحيى الثلايا أن التحالف العربي بقيادة المملكة يجني ثمارا ومكاسب سياسية وعسكرية، في سياق استعادة الدولة اليمنية من خاطفيها، وقال في تصريح إلى "الوطن"، "ميليشيات الحوثي وحليفها المخلوع صالح اعتقدت أنها سيطرت على اليمن إلى الأبد، وبدأ الإيرانيون يحتفلون بصنعاء كرابع عاصمة عربية تقع في أيديهم.

ولكن وبعد أن هبت عاصفة الحزم لاستعادة اليمن العربي، وإثر ما لحق بهم من هزائم، يحاول المتمردون الآن المراوغة والإفلات من مواجهة مصيرهم المحتوم. ولن يطول بهم المقام في اليمن، بعد القرار التاريخي الذي اتخذه الملك سلمان – الذي وحد العرب وأعاد اليمن – بشن عمليات عاصفة الحزم، ومن بعدها إعادة الأمل".


خداع ومراوغة

وأضاف الثلايا أنه خلال متابعة ومعرفة الجماعة، تعودت طيلة السنين السابقة على المراوغة والخداع، والاستفادة من المفاوضات لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية، وبالتالي يفترض الاستمرار في إخضاعها للشرعية، واستعادة الدولة اليمنية، ولن تكون هناك خطوات جادة لتنفيذ القرارات الأممية، إلا بعد تسليم كل السلاح المنهوب، والانسحاب من كل المدن اليمنية، وعودة السلطات الشرعية إلى ممارسة مهماتها من العاصمة.

وعن مدى تأثير زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للولايات المتحدة الأميركية في القضية اليمنية وتعجيل إنهاء الانقلاب، أكد أن الملف اليمني حظي بنصيب وافر واهتمام بالغ في أجندة الزيارة، مشيرا إلى أن المملكة أوضحت وجهة نظرها للجانب الأميركي تجاه الملف اليمني، لافتا إلى أن الأمر المهم الذي يجب إدراكه أن السعودية هي أكثر المعنيين بالملف اليمني، وأكثر المدركين لخطورته والمتضررين من التلاعب فيه.


تخاذل دولي

وعن الدور الأممي والغربي، أشار إلى أنه لم يكن على مستوى المسؤولية، وتحديدا منذ عام 2011، عندما خرج اليمنيون بتسوية سياسية عبر المبادرة الخليجية التي قدمتها المملكة ودول الخليج، ووقعت عليها كل الأطراف، فيما رفضتها جماعة الحوثي وحدها، ثم انقلب عليها لاحقا المخلوع صالح، ونكث بعهده كعادته، رغم أن المملكة أتاحت له فرصة الخروج المشرف في مواجهة شعبه الثائر ضده.

وتابع بالقول: "اليمن شهد خلال الفترة الماضية حوارا وطنيا شارك فيه كل القوى دون استثناء، لكن ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح ظلت تتوسع بقوة السلاح، حتى أسقطت العاصمة في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام الماضي، واجتاحت بقية مناطق اليمن، دون تدخل من الأمم المتحدة رغم صدور القرار 2216 تحت البند السابع.

وختم الثلايا تصريحاته بالقول: "اليمنيون صاروا اليوم أكثر أملا وعزما على استعادة بلادهم من خاطفيها، وتجاوزوا حالة الإحباط والرهبة التي ساورتهم، وشعور الخذلان الذي أصابهم، ومن المتوقع أيضا ألا تتوقف دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة، قبل تحقيق الانتصار، وحماية وتأمين البوابة الجنوبية للجزيرة العربية والمنطقة عموما".