"الأكل القمامي" بالإضافة إلى أنه مسمى فعلي لنمط الغذاء العصري، فهو عنوان لموقع هام على تويتر هدفه كشف أنظمة وطبيعة ومصادر الأكل القمامي السام المؤذي. وقد نشر الموقع على تويتر خبرا مفاده أن (بنده) بجميع فروعها أوقفت ومنعت بيع مشروبات الطاقة، وكانت من قبل قد أوقفت بيع السجائر. وهذا يجب أن يكون مثالا يحتذى للكثير من المنتجات والأطعمة التي أغرقت سوق الغذاء بكل ما هو سام فعليا.
لا يكفي وقف مشروب محدد لإنقاذ الناس من الأطعمة الملوثة والسامة والمعدلة وراثيا والمشبعة بالفلورايد والكيماويات.. إلخ. هناك جهات كثيرة مسؤولة عن هذه الفوضى القمامية في أطعمة الناس ومنها هيئة الغذاء والدواء وكل قطاع له صلة بسلامة الغذاء، إذ ما زالت طرقهم في إدارة جودة الغذاء طرقا تقليدية جدا. وإلا فما الذي يمكن أن يبرر به هذا الكم الهائل من مشروبات الطاقة، والأطعمة السريعة المشبعة بالدهون، وأنواع المعلبات الملوثة بالأمونيا، وأنواع الخبز المعدل..؟
يجب أن نعلم أن هناك نسبة عالية من الطعام الذي نتناوله وأكثر من أيِّ وقتٍ مضى، ما عادت بطعامٍ حتى، وإنما تَكَتُّل من التجارب الكيميائية المرتفعة الثمن مُصَمَّمة لتُشبِه الطعام، بينما المزيد والمزيد من المجتمع يأكلون هذه الأطعمة المزيفة المصَنَّعة والمُقَلَّدة ويتناولون المشروبات السامة.
ينعكس أسلوب غذائنا بشكل كبير على كل حياتنا النفسية والعقلية والصحية والروحية معا. هذه حقيقة وهناك الكثير ممن يطرحون الأسئلة حول نمطنا الغذائي، وما يتناوله أبناؤنا، ولكن ليس من حلول جذرية، ويظل السؤال قائما: هل تشعُر بأنّك وفي بعض الأحيان لا تنسجم مع المجتمع؟ هل ضبطت نفسك يوما وأنت تنظر إلى جميع أنواع الطعام غير الصحي الموجود في عربة شراء شخص ما داخل مركز التسوق؟ أو عندما ترى الناس تقوم باتباع الآخرين بطريقة عمياء، وكيف أنك تشعر بعدم الراحة من نمط المعيشة والغذاء هذا؟ إن أجبت بنعم، فأنت لست وحدك. وهذا هو الوعي الجديد تجاه "الأكل القمامي".
تقوم مؤسسات صناعة الطعام اليوم بصناعة مُحَلِّيات اصطناعية (السكرين والأسبارتام) والدهون. لقد تم تعديل طعامنا جينيا أو وراثيا، إضافة إلى حفظه بمواد حافظة؛ لأجل وضعه في معلَّبات وملئه بصبغة سامة وكيماويات تصل إلى درجة كونها سلاحا سريا للقتل البطيء.
طعامنا أتعبَهُ وأهلَكَهُ الغش. نحن اليوم نتناول منتجات مركبة واصطناعية بكاملها، ونقوم باستهلاكها على أساس أنها طعام. الحل أنه كلما تزايد وعي الأفراد بما يأكلون سيتغير الحال.