التوافق في الحياة الزوجية يعتمد على طموح وفكر كل زوج، لذا يجب أن يكون الزواج واضح الأهداف حتى يصبح ناجحا.
لكن للأسف الشديد، غالبية الأزواج من الجنسين ينظرون إلى الحياة الزوجية دون هدف، بل كل ما يطمحون إليه هو رفاهية الزواج التي تضمحل خلال أيام الزواج الأولى، وذلك لأنهم لا يقدّرون المسؤوليات التي تترتب على الحياة الزوجية، والتي لا بد من أدائها.
أبناؤنا يسقطون في هذه التجارب للأسف، وأنا أسميها تجارب لأن الأطراف ينظرون إلى الزواج للأسف بسطحية لا تتجاوز ملذات الزواج، من سفر وحب الحياة الخاصة التي يريدون أن يفعلوا بها ما يريدون.
إنها المظهرية الجوفاء التي تعيشها الأمة الآن في كل مناحي الحياة، منها الحياة الزوجية، فهي بلا أهداف ولا تطلعات، وهي مظاهر تسقط عند أول هزة. فالفشل في حقيقته إنما هو كالسماد الذي يساعد النبات على النمو، وهذا الشيء لا ينكره أحد، فالفشل ليس نهاية العالم، فالذي لا يحاول أو يتحرك فهو يجهل معنى الفشل، كما أن الذي لا يمشي لا يصل إلى مبتغاه.
لا بد من جعل حياة الزوجين ذات تطلعات سامية وأهداف محققة، لتصل إلى ما هو مطلوب منها، فالمجتمع ينتظر من هذين الفردين تحقيق أهداف تخدمهما.
نحن للأسف، نعيش عزلة وانقطاعا وتقوقعا بين كل زوجين في حال توافقهما، وفي حال عدم توافقهما يصبحان حديثا للمجتمع الذي يسهم بدوره في اتساع الفجوة بينهما.
نسب الطلاق في ازدياد، لأن اختيار الشركاء مبني على مظهر أجوف أو بروتوكول أسري، لذلك نرى أن الزواج لم يعد هو، ولم تعد أهدافه كما كانت في الماضي.
الزواج بمنظور الشاب والفتاة الآن لا يعدو أن يكون شهوة وترفيها تسقط جميعها عند أول عقبة أو اختلاف، الزواج ذلك الرباط الرباني الوثيق يراه كثير من الأجيال المعاصرة قيدا وارتباطا يحد من الحرية والحركة.
لا بد من إعادة صياغة الأهداف في عقول أبنائنا، ولا بد من سمو الهدف وعلو الهمة لنصل إلى جيل يعيد للأمة مكانتها وللأجيال طريقها إلى الله.