دائما ما تكون التطلعات كبيرة والرؤى العملية لدوري جميل السعودي متقدمة جدا من قبل رابطة دوري المحترفين ومسؤولي البرمجة والتزمين والتخطيط لهذا الدوري الذي أصبح (حكاية) في كل إجراءاته وأعماله هذه الأخيرة التي تظل تحت مقصلة التأييد والمعارضة لوقت طويل.
الشاهد من الحديث أن بطولة السوبر السعودي المقرر إقامتها في عاصمة الضباب (لندن) في الثاني عشر من أغسطس المقبل هو قرار اصطدم بالكثير من المعارضة والرفض من غالبية المهتمين بالشأن الرياضي المحلي، إلا أن أصحاب هذا القرار استمروا في صمودهم للدفاع عنه وفرضه وإقناع الناس به وفق معايير ومسببات تعتمد على الترويج والسمعة والصيت للكرة السعودية بعد أن فشلت كأندية ومنتخبات في تحقيقها طوال عقدٍ وأكثر من الزمن.
في ذات السياق، فإن عرّابي هذا القرار (اللندني) ينشدون أيضا البعد الاستثماري والاقتصادي من هذا القرار التاريخي الذي يرونه مفخرة للرياضة السعودية، وتناسوا تماما مسألة (اليقين بالإنجازات) على أرض الواقع في المنافسات القارية والدولية، ومع الغياب المستمر للكرة السعودية في المحافل الخارجية بأغلبية أنواعها وتصنيفاتها حضرت هكذا أفكار جهنمية لتقول للعالم: نحن هنا وهكذا يكون احترافنا وتعاطينا مع الأحداث وكيفية ترويجها والاستفادة منها بكل الطرق المتاحة.
وبصراحة أكثر: واضح أن الإعلام السعودي ابتعد كثيرا عن مفهوم النقد الحقيقي الذي ينشد النهوض باللعبة وتطويرها، وتفرغ أغلبه لدعم ومناهضة أي قرار يصدره مسؤولي كرة القدم السعودية مهما كان غرابته بل وللأسف إن بعض الإعلاميين أصبحوا رُعاة ومشاركين في هذا البؤس حين تخلى بعضهم عن المهنة وأصبح يُمثل بعض مسؤولي اتحاد اللعبة ومتفرغا تماما للدفاع عنه ومناصرة قراراته والحديث بلسانه إن لزم الأمر.
إن قرار إقامة مباراة السوبر السعودي في لندن يكشف حجم التخبط في المشهد العام ويحرم نسبة كبيرة من الجماهير السعودية من حضوره والاستمتاع به ماعدا فئة (المقتدرين) والمقربين من أصحاب هذا القرار الذي أصبح بمثابة فاتورة مصروفات أخرى باهظة التكاليف ويستاهل السائح اللندني أكثر.. إلى اللقاء.