في الثاني عشر من شهر أبريل لهذا العام 2015 كتب المؤلف المسرحي الأستاذ القدير علي سالم "مؤلف المسرحية الشهيرة مدرسة المشاغبين" بعموده في صحيفة الشرق الأوسط مقالةً بعنوان "الظرفاء لا يصنعون الكوميديا". المقالة على قصرها مليئة ومهمة. وليته يعود لقراءتها الذين يقدمون أنفسهم كمثيرين للقرف، من حيث أرادوا أن يثيروا الضحك، كما حدث في احتفالات العيد لهذه السنة في الرياض، تحديداً في فقرة ستاند أب كوميدي، التي أثارت استياء الكثيرين، ومعهم الحق. الخلاصة التي أرادها الأستاذ علي من مقالته هي ما ختمها بها: "إن مملكة الأفكار والمفاهيم المحيطة بنا لا تكشف عن نفسها بسهولة للمراقب، إذ لا يمكن تصورها بوضوح. وهي أيضا تحتوي على عناصر ضعفها وتشوهاتها. أي أنها كنز من السخافات والتناقضات المضحكة. ولإظهار ذلك على ضوء الاعتبارات الأخلاقية، لا بد من وجود قوة لا تساعدنا فقط على تخيل الأفكار بشكل مباشر، بل تكون قادرة هي بذاتها على أن تعكس نفسها على هذه الأفكار لتجعلها أكثر وضوحا. قوة قادرة على إلقاء الضوء على الأفكار. إنها قوة إصدار الحكم، وإذا كان الحكم في القانون هو عنوان الحقيقة فالنكتة أيضا هي عنوان الحقيقة. هي حكم تنتج عنه تناقضات مضحكة... دعنا نلخص ما قلناه. الهدف من إضحاك الناس في الكوميديا هو تخليص حياتهم من القبح بكل أنواعه. الضحك عملية دفاع شرعية عن النفس وعن الحياة ضد كل ما هو قبيح".