??عندما قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم إقامة مباراة السوبر السعودية بين الهلال والنصر في عاصمة الضباب لندن؛ لا شك أنه وضع أولويات التسويق والربح المالي على متطلبات الجماهيرية وما يطلبه المواطنون، إلا أن تفنيد القرار ومحاولة فهم إيجابياته وسلبياته أمر مهم للخروج بقناعة دقيقة وواضحة.
المباراة التي ستقام يوم 12 أغسطس القادم دار حول قرار نقلها خارج المملكة كثير من الجدل، ولعلنا هنا نثير من جديد الجوانب الإيجابية والسلبية للقرار.
من الناحية الإيجابية، يقول المؤيدون إنه يعيد اسم الكرة السعودية إلى الواجهة الدولية، ويؤكد للمتابع جماهيرية الأندية والكرة السعودية. كما أن إقامة مباراة بين قطبي الكرة السعودية في الخارج سيكون له تأثير تسويقي كبير، وتحريك حقيقي لمنظومة العمل التسويقي الرياضي في المملكة والخليج من قنوات فضائية وشركات تسويق وإعلان ومنتجات استهلاكية وضرورية.
سعر تذكرة المباراة ربما يصل إلى خمسة آلاف جنيه إسترليني كما نقل إعلاميا، مما دعا هيئة مكافحة الفساد التعليق على ما أثير حول إقامة المباراة خارج السعودية بالقول "إن تقييم إقامة السوبر السعودي في لندن يُعد من صور الفساد، وخارجا عن اختصاصات الهيئة"، وفي الحقيقة لا أفهم كيف يكون القرار يعد من صور الفساد وخارجا عن اختصاص الهيئة، إلا إذا كانت الهيئة تتعامل مع الجهات وفق مبدأ القوي والضعيف، أو وفق دع الخلق للخالق.أما من الجانب السلبي، هل يعتقد الاتحاد السعودي أنه خلال إقامته هذه المباراة في أوروبا سيصبح المنتخب السعودي مثل الهولندي، أو هل الهدف من هذه المباراة هو ترويج وتسويق لاعبي الفريقين على سماسرة الكرة هناك لعل في ذلك تحويل اللاعب السعودي إلى محترف في الريال أو ميلان أو تشيلسي؟ وإن كان ذلك صحيحا فمن المستفيد؟!
إلا أن زبدة الموضوع رغم كل التفاصيل، هو أن جماهير الفريقين ستقبع خلف شاشة تلفزيونية يحاولون خلق تجربة حماسية من خلال متابعة فريقهم بعيدا عن المدرجات، فمن سيحضر المباراة هو ذلك القادر على دفع خمسة آلاف جنيه إسترليني وليس ذلك المواطن البسيط، وملايين المحبين للفريقين من أبناء الطبقتين المتوسطة والفقيرة، والذين عليهم الاكتفاء بتحمل ماكينة تسويقية إعلانية تحيطهم استطاعت تحويل اللعبة الأكثر شعبية والمتنفس الأهم للشعب السعودي إلى منتج يستفيد منه قله من التجار والمتنفذين، في حين على المشجع المغلوب على أمره قبول الجلوس خلف شاشة قد تتحول في القادم من الأيام من المجانية إلى المدفوعة، وعندها سيكتمل مشروع اختطاف الكرة السعودية.