يحدد فيليب جوردون، منسق شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، والمستشار السابق للرئيس باراك أوباما، الخطوط العامة لسياسة الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة المتبقية من ولاية أوباما، حيث أكد أن الولايات المتحدة ما زالت هي القوة الأكثر أهمية في العالم، وتتمتع بإمكانات فريدة من نوعها، تمنحها قدرة لا مثيل لها، ومسؤولية أن تلعب دورا رئيسا في منطقة الشرق الأوسط، حتى لا تتعرض مصالحها الحيوية للخطر، وتتحدد مهماتها في الدفاع عن حلفائها، ومنع اندلاع حرب إقليمية، والحفاظ علي الممرات البحرية مفتوحة، وتجنب انتشار الأسلحة النووية، ومنع وجود ملاذات آمنة للإرهابيين، حتى لا تصبح أميركا وحلفاؤها هدفا لهجوم هؤلاء الإرهابيين.


التزام تاريخي

وطرح جوردون مجموعة مقترحات عملية، نشرت على موقع مجلس العلاقات الخارجية الأميركية أوائل يونيو الماضي، منها: منع نشوب أي حرب إقليمية بين دول المنطقة، وحماية حلفاء أميركا، مثلما حدث مع غزو صدام للكويت، وقد فعلت أميركا ذلك على مدى عقود، ولا يجب أن تتراجع عنه، وحسنا فعل الرئيس أوباما في قمة كامب ديفيد مع زعماء الخليج العربي، حين وعد بـ"استخدام كل عناصر القوة العسكرية لحماية شركائنا ضد العدوان الخارجي".

كذلك دعا جوردون إلى الحفاظ على الممرات البحرية مفتوحة، مشيرا إلى أن على الولايات المتحدة أن تحافظ على وجودها العسكري في المنطقة، والالتزام بالحفاظ على حرية التجارة، حيث تمر أكثر من 20% من إمدادات النفط في العالم. وتمر عبر مضيق هرمز، ناهيك عن أنه بدون القوة العسكرية الأميركية فإن الاستقلال في مجال الطاقة والتبادلية في أسواق النفط العالمية سيصبحان مهددين باستمرار، مؤكدا أن إغلاق الممرات البحرية في الشرق الأوسط ستكون له تأثيرات مدمرة في الاقتصاد الأميركي. قائلا "فقط الولايات المتحدة لديها القدرة على القيام بذلك، وينبغي أن تفعله، انطلاقا من المصلحة الذاتية والمصلحة الجماعية لحلفائنا أيضا".


حل القضية الفلسطينية

وشدد جوردون على حظر الانتشار النووي، ومنع إيران من إنتاج أسلحة نووية، حتى لا تفتح الباب أمام دول أخرى للمطالبة بامتلاك نفس السلاح، وهو ما يزيد من احتمال حدوث الحرب النووية، هذا لن يحدث إلا باستخدام القدرة العسكرية لاحتواء وردع أي عدوان إيراني في المنطقة.

كما أشار إلى أهمية منع وجود أي مناطق لاستخدامها كملاذ للإرهابيين، عن طريق تكثيف التحالف مع قادة دول المنطقة، لمعالجة الأمر عسكريا وإيديولوجيا، وقطع الإمدادات المالية.

كما أشار إلى أهمية العمل علي حل القضية الفلسطينية، مؤكدا أن من مصلحة الولايات المتحدة وجود إسرائيل مستقرة وآمنة، ولن يتأتى ذلك إلا بوجود دولة فلسطينية مستقرة وآمنة أيضا. ومن هنا فإن حل الدولتين هو الهدف والسبيل الوحيد لاستقرار المنطقة، وتحقيق مصالح الولايات المتحدة ومصالح حلفائها في نفس الوقت.