تعاني وزارتا الصحة والتعليم من تذبذب تاريخي مزمن، يتمثل في عدم القدرة على ضبط العلاقة بين منسوبيها وبين بقية المواطنين المستفيدين بشكل يحقق الرضا للطرفين.
ففي البداية كانت الكفة الراجحة لمنسوبي الوزارتين من معلمين أو أطباء، فلا صوت يعلو فوق صوت المعلم أو الطبيب، ولا رأي إلا ما يراه المعلم أو الطبيب، حتى وصل الأمر إلى استبداد وتعسف المعلمين، والأطباء أيضا، لأنهما الفئتان اللتان تقعان في مواجهة مع الجمهور.
إلا أن عصر الانفتاح بكل معطياته قلب الكفة، وبدأت الوزارتان بمحاولة التكفير عن إجحافهما السابق بحق الطلاب والمرضى، تكفيرا وصل إلى درجة التدليل الذي وصل بالطبع إلى البطش! فانقلبت جملة "ضرب المعلم الطالب بالعصا" إلى "هجوم الطالب على المعلم بالسلاح".
حتى الآن، لم تتوصل كلتا الوزارتين إلى حل معادلة المعلم والطالب/ الطبيب والمريض بشكل صحيح، يكفل الموازنة بين طرفي هذه المعادلة.. لذلك فالنتيجة ستبقى "خطأ".