قبل سنوات عديدة تمكن صانعو السياحة في مدينة "روتردام" الهولندية من ابتكار حافلة سياحية برمائية تمكنك من خوض تجربة مثيرة، تتمثل في نزول الحافلة في أحد التجمعات المائية هناك، بالإضافة لجولتها الشيقة على معالم المدينة الجميلة، هذه الفكرة البرمائية القائمة حتى اليوم استنسخت بعد ذلك في مدن عديدة من العالم، ولاحقت استحسان السائحين لبعدها عن التقليدية الرتيبة.
في الصين أنهت إحدى الشركات المصنعة للحافلات السياحية صناعة حافلة فاخرة مكشوفة مزودة بشاشة للخرائط أمام كل سائح، بالإضافة إلى توفيرها لخدمات الإنترنت بشكل دائم، هذه الحافلة الجميلة ستفاجأ كسائح على متنها بضخ رذاذ مائي لطيف بين فترة وأخرى لتبريد الأجواء أثناء جولتها السياحية التي لم تتوقف منذ يومها الأول.
في مدريد فإنك هناك ستستلم فور صعودك على الحافلة السياحية سماعة أذن للاستماع للمعلومات السياحية بلغتك المفضلة أثناء الجولة الممتعة في أماكن الجذب السياحي في المدينة العريقة، بالإضافة للتوقف في أماكن محددة للتسوق والتقاط الصور التذكارية مع معالم المدينة القديمة.. يذكر أن هذه الرحلات مستمرة حتى كتابة هذه الأسطر.
في ماليزيا أيضا وبغض النظر عن أجواء الطقس والمناخ هناك فإن الحافلة السياحية المصممة على شكل دمية كرتونية ستجوب بك المعالم البرية والمائية الرائعة، ستنهي تلك الرحلة وقلبك مطمئن بأن سعر التذكرة قد ذهب في المكان الصحيح!
في مدينة "أبها" تم تدشين الحافلة السياحية لأول مرة هذا الصيف في حفل بهيج، تلا ذلك رحلة سياحية أولى على معالم المدينة الأثرية، أعقب ذلك انبعاث لكل أنواع الأكاسيد في منتصف الرحلة من مؤخرة الحافلة السياحية، لتستقر مؤخرا في مشهدا تراجيدي مؤثر مكفنة في مرقدها الأخير أمام إحدى الورش في صناعية أبها!
يقول الكاتب الإنجليزي "الدوس هيكسلي" الذي لم يركب حافلتنا السياحية: السياحة هي اكتشاف أن الجميع مخطئون في آرائهم عن الأماكن التي زاروها!