تحت قبة المجلس يجتمع 150 شخصا من الجنسين ليناقشوا ويمثلوا شؤون المواطن، والافتراضية الأولى أن هؤلاء الصفوة هم صوت الشعب والمواطنين، يناقشون همومهم ويتناولون قضاياهم ثم يسدون النُصح لولي الأمر من خلال التوجيه الدستوري الرباني (وأمرهم شورى بينهم)، لذلك حين ترفض الأغلبية نقاش قانون يجرم ويحاسب ويعاقب المتحرش، وحين يشاء الله أن تظهر لنا عدة قضايا للتحرش وبشكل فج في ليالي العيد؛ وجب علينا إعادة النظر في مجلس كهذا انشغل تارة ببيض الحبارى وتارة بشجرة الأراك، تاركا المتحرشين يرتعون ويشوهون صورة مجتمعنا بتصرفات يبررها البعض من منطلق "من أمن العقوبة أساء الأدب"! ولعل أغلب ما يثير حفيظة الناس شعورهم ببعد المجلس عنهم ويتداولون فيما بينهم سؤالا مشروعا مفاده: هل حقا يمثلنا هذا المجلس؟
أعتقد جازما أن خلو المجلس من الدماء الشابة من مسببات افتقاد صوت الشباب فيه، والشباب هنا في وطني يمثلون الغالبية الكبرى من التركيبة السكانية، فإن غاب صوتهم أصبحت كل الجهود بمنأى عنهم، لذلك أقترح ومن باب منح الفرصة للدماء الشابة أن يُطعم المجلس في دورته القادمة بأسماء شابة تنقل صوت الأغلبية وتناقش وتطرح مواضيع قد تغيب عن جيل بعيد كل البعد عنهم ولا يفهمهم، بل والأسوأ أنه لا يعتد أحيانا بكلامهم، وهو ما يصنع الفجوة التي نراها اليوم في مواضيع نقاش المجلس ومعضلة التصويت بالرفض أو القبول لبعض المواضيع المطروحة، فمن غير المنطقي أن يناقش فكر جيل الإنترنت بعقلية جيل الفاكس!
إننا اليوم نفخر بقيادة شابة في أعلى هرم مناصب الحُكم في وطني، فهل نعجز عن تطبيق ذلك في مجلس الشورى؟
خاتمة: نريد شبابا في مجلس الشورى، فالمستقبل لهم.