عبدالحميد جابر الحمادي


الرموز الناجحة هي منبع الأمل والإضاءة للبشرية، والناس تحرص على سماع مقولاتهم وتجاربهم، وتؤمن بمصداقية وصواب تلك التجارب، والنجاح أمل يتطلع إليه الإنسان مهما كانت عقيدته وهويته، وهو نتيجة لا هدف كما يعتقد بعضنا، والمثابرة وحدها بعد توفيق الله هي التي حققت النجاحات لكثير من الرموز والأبطال والنجوم، وهي تعني "تكرار المحاولة وعدم اليأس".

ففي كتاب "كيف ينشئ الآباء الأكفاء أبناء عظاما" للمؤلف الدكتور آلان ديفيدسون الذي يستعرض فيه عددا من التجارب الناجحة لكثير من الأسر التي تمكنت من السيطرة والتوجيه لكل مرحلة من مراحل ابنهم العمرية، وفق أساليب تربوية ذات جدوى، كانت فضيلة ومهارة "الشجاعة والمثابرة" إحدى السمات الأساسية والضرورية المهمة التي نبه إليها المؤلف وأشار إلى كيفية منحها للطفل والشاب، وغرسها في الأبناء منذ نعومة أظفارهم، ليواجهوا الصعاب والتحديات بروح صامدة وصابرة، واستشهد المؤلف بمقولات لرجلين استطاعا تحقيق إنجازات عالمية خالدة، أبقت اسميهما ضمن قائمة المؤثرين في العالم.

فهذا آينشتاين يؤكد على قيمة المثابرة عندما يقول: "إن الذي صنع نجاحه ليس موهبته الخاصة وإنما نتاج المثابرة والثبات الصامد"، وفي المقابل يعزو أديسون انتصاراته العظيمة إلى شيء اسمه "المثابرة"، وهو الذي أفنى عمره في المحاولة والتجريب والتكرار والتفكير، حتى جنى من جراء ذلك السخرية والاستهزاء.

المثابرة لها وقود أهمها: الصبر ثم المحاولة ثم التفاؤل ثم التكرار.

لِمَ اخترت هذا المرجع دون غيره، والجواب هو أن آليات وتطبيقات التعامل مع المواقف التربوية في هذا الكتاب ناجحة، ولا تتعارض مع منهجنا الذي نعتز به ونفاخر فيه، بل ستمنحنا مزيدا من البصيرة في أمور التربية وأساليب فن التوجيه اللبق والحازم، والحكمة والتجربة الناجحة ليست لها مكان محدد.