في الوقت الذي اعترفت إدارة تعليم منطقة الرياض بوجود نقص في عدد مدارس أحياء شرق الرياض (الجنادرية، الندوة) أد إلى نشوء أزمة استيعاب في أعداد الطلاب المتزايدة من أبناء سكان الأحياء، أخلت الإدارة مسؤوليتها من تعثر المشاريع التعليمية، وتأخر تنفيذ المشاريع المقررة، وألقت بالمسؤولية على وزارة التعليم التي تتولى إرساء وتنفيذ ومتابعة المشاريع التعليمية.

واعترف مدير إدارة التعليم التربوي بإدارة تعليم منطقة الرياض على الغامدي في تصريح لـ"الوطن" بوجود أزمة قبول في مدارس أحياء شرق الرياض (الجنادرية، الندوة)، مؤكدا سعى الإدارة لحلها عبر استحداث مدرستين مسائيتين الأولى ابتدائية، والأخرى متوسطة في حي الندوة، وتشغيلهما داخل مباني مدرستين من المدارس القائمة في الحي، على أن تكون أوقات الدراسة في المدارس المستحدثة مساء بعد فراغ المدارس الأساسية في الفترة الصباحية.


التعثر مسؤولية الوزارة

ورفض الغامدي تحميل إدارة تعليم الرياض مسؤولية تعثر المشاريع التعليمية في الأحياء المذكورة، وتأخر تنفيذها، مشددا على أن مهمة إرساء وتنفيذ ومتابعة المشاريع التعليمية من مسؤوليات وزارة التعليم وليس إدارة التعليم.

وكشف عن وجود 15 مدرسة مستأجرة في حي النظيم فقط (ابتدائي ومتوسط وثانوي)، ووصول عدد الطلاب في قوائم الانتظار بمدارس حي النظيم إلى قرابة 70 طالبا، مؤكدا أن إدارة التعليم تعمل ممثلة بمكتب التعليم في قرطبة، على إيجاد حلول مناسبة للمشكلة، حيث خصصت لجنة للقبول والتسجيل خاصة بمدارس حي النظيم، لتنظيم استيعاب أعداد الطلاب المتزايدة للتسجيل في مدارس الحي.


أخطاء متفاقمة

من جانبه، أعرب نائب رئيس مجلس إدارة حي النظيم التطوعي سليم الرسلاني عن عدم رضاه وأهالي الحي عن الإجراءات التي تتخذها إدارة تعليم الرياض لحل أزمة قلة المدارس ونقص الطاقة الاستيعابية في المدارس الموجودة في أحياء النظيم والندوة والجنادرية، واصفا الحلول التي تعمل عليها الإدارة بالمسكنات. وقال إنه سبق أن فاقم دمج المدارس وإهمال متابعة المشاريع التعليمية سواء المتعثر منها أو المقرر إنشاؤه، ولم يتم تنفيذه حتى الآن، من أزمة نقص المدارس.

وأشار الرسلاني إلى ارتكاب إدارة تعليم الرياض أخطاء فادحة في الحي سابقا، معتبرا إلغاء مدرسة عثمان بن مظعون عام 1431، وتوزيع طلابها على المدارس البالغ عددهم 500 طالب، ودمج مدرستين ابتدائيتين في مبنى واحد، بينما الحي يحتاج زيادة مدارس لا تقليص المدارس بالدمج، أخطاء ساهمت في تفاقم الوضع، مؤكدا أن الإدارة تكرر نفس الأخطاء.

وأشاد الرسلاني بموقف إمارة منطقة الرياض، التي شددت على أنها استشعرت حجم المشكلة والنمو الكبير لسكان الحي، فقررت في جلسة سابقة لمجلس المنطقة العام الماضي، الرفع لوزارة التعليم بإحداث مدارس في حيي النظيم والندوة، مشيرا إلى تميز النظيم والأحياء المجاورة له بوجود الأراضي المخصصة للمدارس خلاف باقي أحياء الرياض، بينما تتعذر الوزارة بعدم توفر أراض مخصصة لها.

مجمعات على الورق

يذكر أن أهالي حي الندوة المجاور لحي النظيم سبق لهم التقدم في شعبان الماضي بخطاب- حصلت "الوطن" على نسخة منه- تضمن شكواهم من عدم إيفاء وزارة التعليم بتعهداتها السابقة ببناء 11 مجمعا تعليميا في الحي، إذ تم تخصيص أراض بمساحات واسعة لبناء المجمعات عليها، والتي خصص منها 6 مجمعات تعليمية للبنين، حيث شرعت في بناء 4 منها منذ 5 سنوات ولم ينجز منها إلا مجمع واحد فقط، وتعثرت 3 مجمعات في منتصف مرحلة البناء. ولم يبن أي مجمع من المجمعات الستة المخصصة للبنات، وما تزال المجمعات السبعة المقررة مجرد وعود على ورق، لم تتحرك الوزارة لبنائها على الرغم من الأزمة الدورية المتكررة بداية كل عام دراسي.