في كل مناسبة يشارك فيها المنتخب الأسترالي ببطولات القارة الآسيوية يعود السؤال المحيّر إلى الواجهة من جديد ومفاده: لماذا قبل السيد ابن همام وأعضاء الاتحاد الآسيوي الموقرين بانضمام الكرة الأسترالية لهذه القارة؟.

حسب تصريحاتهم فإنهم يعتبرون أن انضمامها سيحسّن واقع الكرة الآسيوية، وفي حقيقة الأمر فإننا نرى هذا التبرير غير مبرر، خاصة أن المدرسة الأسترالية ليست متطورة إلى حدّ تستفيد منها قارة أخرى بأكملها وتدفع ثمن ذلك مقعداً من مقاعدها على المستوى العالمي، وقد تابعناها في كل مشاركاتها ولا نعتقد أن الأمر يستأهل هذه التضحية الكبيرة.

لقد عاد هذا السؤال وطرح نفسه عندما تابعنا مباراة المنتخب السعودي الشاب مع منتخب أستراليا في نهائيات آسيا، وبالرغم من تحسن مستوى المنتخب السعودي في مباراتيه الأخيرتين مع أوزبكستان وأستراليا وحجز بطاقته لنهائيات كأس العالم إلا أن الأمر سيكون مؤثراً جداً لو أن مباراته مع المنتخب الأسترالي كانت مباراة الفصل للتأهل!.

وفي الأساس لماذا وضعونا في هذا المأزق ونحن في غنى عنه؟!... أيعقل أنهم فعلوا ذلك فقط من أجل تحسين المستوى من فرق هي تحتاج أصلاً للتحسين وفقاً لواقع الكرة العالمية المتطورة؟!...

لن نترك لخيالنا أن يسرح أكثر من اللازم ولكن بالفعل سؤال محير والإجابة عنه ما زالت غير مقنعة، ولا أعرف لماذا أجد في معظم قرارات بعض القادة في مختلف المواقع تنازلاً عن جزء من حقوقنا؟.

لا أعرف لماذا تتحكم بنا عقدة النقص ونتصور أن كل الناس أفضل منا وأن علينا أن نستفيد منهم، في الوقت الذي يجب أن نفيد ولدينا القدرة على فعل ذلك، وللأسف إما أن إمكانياتنا ضائعة أو أن الغرور أصاب منا مقتلاً؟!.

وحقيقة الأمر لو انضمت إسبانيا بطلة العالم الحالية للقارة الآسيوية لن تغير من واقع الحال شيئاً إن لم يكن التغيير من الداخل، من داخل الأنظمة والقوانين، من الاحتراف الذي كان وباء على بعض الدول (وصدق الزميل الإعلامي عدنان حمد عندما قال بما معناه: إن الاحتراف الحالي هو صعود للهاوية).

لن يتغير في واقع الحال شيء إن لم تحترم كل الدول مسابقاتها وتجتهد ضمن معطيات لا لبس فيها... وإذا كان الاتحاد الآسيوي ينظر إلى دور له في هذا المجال فعليه إعادة النظر في بعض قراراته وخاصة ما يتعلق بنظام ببطولتي أبطال آسيا والاتحاد الآسيوي ولي رأي بهما سأكتبه في عدد قادم إن شاء الله.